على رغم حديث الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو المتكرر عن رغبته في التفرغ للاعتناء بمزرعة دجاج يملكها بعد تقاعده من الرئاسة، فإن ملايين الناس ما زالوا يشككون في جديته في التخلي عن السلطة. ويشرف أوباسانجو على الانتخابات الأولى التي ستنتقل فيها السلطة من مدني إلى آخر منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1960. لكن كثيرين من النيجيريين يشكون في أن الجنرال المتقاعد 70 سنة، ينوي الاستمرار في السيطرة على أكبر دولة مصدرة للنفط والأكثر كثافة سكانية في أفريقيا. وحاول حلفاء أوباسانجو تعديل الدستور العام الماضي، لتمكينه من الترشح لولاية ثالثة. وقال نقاد عند فشل المحاولة، إن الرئيس يسعى إلى تعيين تابع له في السلطة مثل حاكم ولاية كاتسينا امارو يارادوا غير المعروف، في حين أنكر الرجلان الإدعاء. واستخدم أوباسانجو كل ما لديه من قوة لمنع نائبه المعارض اتيكو أبو بكر من ترشيح نفسه. لكن المحكمة العليا قررت أن الإدعاءات التي نسبت إلى أبو بكر غير صحيحة، ما سمح له بخوض الانتخابات. وأفسدت هذه المناورات سمعة أوباسانجو الذي كان بطلاً للديموقراطية، لدى الكثير من الأشخاص داخل البلاد وخارجها. وكان أول ظهور سياسي له خلال الحرب الأهلية بين 1976 و1970، عندما كان عقيداً في الجيش، واستسلم المحاربون في منطقة بيافرا له. وبعد الانقلاب عام 1975، أصبح أوباسانجو الشخصية الثانية في الحكومة العسكرية بعد مورتالا محمد، وعند اغتيال الأخير أصبح حاكماً البلاد. ويعتبر أوباسانجو أول حاكم عسكري سلم السلطة إلى الرئيس المنتخب آنذاك، عند إشرافه على الانتخابات عام 1979. وبعد غيابه عن الأضواء لفترة طويلة، اتهم بالتخطيط في إسقاط"الديكتاتور"ساني اباتشا، وزج في السجن عام 1995. وأطلق سراحه عام 1998، عندما توفي اباتشي، وأنتخب أوباسانجو رئيساً للبلاد عام 1999. وأعاد أوباسانجو لنيجيريا مكانتها السياسية كدولة لها وزن كبير في أفريقيا بعد سنوات من العزلة خلال عهد اباتشا، إذ أرسل قوات سلام إلى مناطق غير مستقرة، وحضر القمم الدولية. وشكل فريقاً من الإصلاحيين الاقتصاديين بموازنة مكنت البلاد من بناء أرصدة خارجية قدرها 40 بليون دولار، وأقنع الدائنين بشطب 18 مليون دولار من الديون. وشن أوباسانجو حملة على الفساد في البلاد، ولكن قال النقاد أن الحملة استهدفت منافسيه فقط. وعلى رغم العائدات النفطية الضخمة، فإن مستوى المدارس والمستشفيات هو الأدنى في العالم، إضافة إلى الانقطاع المستمر للكهرباء، وشح البنزين. وفشل أوباسانجو في القضاء على التوترات الطائفية التي أدت إلى مقتل حوالى 1500 شخص. وسيسلم أوباسانجو البلاد إلى خلفه مع مشاكل غير محلولة في دلتا النيجر حيث عطل إنتاج النفط بسبب أعمال العنف والخطف. وتجرى الانتخابات الرئاسية السبت المقبل، وأبرز المنافسين فيها هم: نائب الرئيس اتيكو أبو بكر والحاكم العسكري السابق محمدو بوهاري.