أعلن الملا حياة الله أحد قادة "طالبان" أن زعيم الحركة "الهارب" الملا محمد عمر اتصل بكبار القادة الإقليميين وهنأهم على تنفيذ هجمات "ناجحة" في الأسابيع الأخيرة، وحضّ أنصاره على تصعيد الهجمات الانتحارية ضد القوات الأجنبية والأفغانية وتوحيد الصفوف. وجاء هذا التهديد غداة نشر الحركة على موقعها الإلكتروني مطالبتها "الحكومة الفرنسية بسحب قواتها البالغ عددها 1100 جندي من أفغانستان في مهلة أسبوع"في مقابل الإفراج عن رهينتين فرنسيتين من عمال الإغاثة وثلاثة رهائن أفغان خطفوا في جنوب غربي البلاد. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان:"علمنا بالاشارات التي ظهرت على موقع طالبان على الإنترنت. نقوم بتحليلها ولن ندلي بتعليق آخر". وقالت صحيفة حكومية أفغانية أمس ان الرئيس الأفغاني حامد كارزاي تعهّد ببذل حكومته ما في وسعها لتحرير الرهينتين الفرنسيتين، مستبعداً عقد أي صفقة لدفع فدية لتحرير رهائن أجانب أو أفغان بعدما تعرّض لانتقادات بسبب إفراجه عن خمسة سجناء من"طالبان"الشهر الماضي في مقابل الإفراج عن الصحافي الايطالي دانييل ماستروجياكومو. في وقت أعلن وزير الخارجية الأفغاني رانجين دادفار سبانتا ان عمليات الخطف قد تتحول"تجارة للمتمردين". ونقل خان عن الملا عمر قوله ان"مجاهدي طالبان من خلال الوحدة في صفوفهم يجب ان يستمروا ويصعّدوا هجماتهم الانتحارية والخاطفة ضد قوات الاحتلال وسرعان ما سيلوذ الكفار بالفرار". وأضاف:"أمرنا الملا عمر بتحرير بلدنا وبأنه يجب أن نصعّد هجماتنا ضد قوات الاحتلال والدمى الأفغان. وطلب منا تجنّب ايذاء مدنيين أبرياء خلال الهجمات". من جهته، كشف يوسف أحمدي الناطق باسم"طالبان"ان الحركة تعتزم شن هجمات في أنحاء أفغانستان. وقال إن الهجوم الجديد للمتمردين الذي أطلق عليه اسم"غزوة البدر"سيشن في شمال البلاد وجنوبها وسيستهدف القوات الأفغانية والدولية، لافتاً الى أن الحركة سترسل"في شكل مكثف قوات جديدة"الى الشمال، المنطقة التي لا تزال هادئة نسبياً مقارنة بالجنوب والجنوب الشرقي حيث سجلت وتيرة العنف ارتفاعاً كبيراً منذ بضعة شهور. وكان تسعة من عناصر الشرطة قتلوا الاثنين الماضي وجرح 25 آخرون في قندز في هجوم انتحاري تبنته"طالبان"، هو الأول في شمال البلاد منذ نهاية 2006. وكان قائد القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان ايساف الجنرال دان ماكنيل، قال الخميس الماضي انه يتوقع مزيداً من الهجمات الانتحارية وتفجيرات بالألغام من قبل"طالبان"، وهي"تعبّر عن يأسهم بسبب افتقارهم للقوة العسكرية". ووصف ناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال زاهر عظيمي تهديدات"طالبان"بأنها"عملية دعائية". على صعيد آخر، تسبب انفجاران وقع أحدهما خارج مبنى حكومي والآخر خارج متجر بمدينتين شمال البلاد في وقوع خسائر مادية طفيفة. وأمس، قتلت قوات"ايساف"متمرداً وجرحت آخر في إقليم هلمند جنوب بعد الاشتباك معهما وكانا يحملان متفجرات تستخدم في صنع الغام. كما قتل متمرد وجرح ثانٍ في شمال الإقليم. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية ان عاملاً في شركة لشق الطرق قتل وجرح ثلاثة آخرون عندما تعرضت سيارة كانوا يستقلونها لعبوة فجرت من بُعد في إقليم زابول جنوب. كما أوضح شير جان دوراني، الناطق باسم الشرطة الاقليمية في الشمال، ان لغماً زرع حديثاً في مدينة مزار الشريف، انفجر من دون ان يوقع إصابات، وأبطل مفعول آخر بالقرب منه.