على رغم التقدم المستمر في استطلاعات الرأي العام لوزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي على منافسيه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن هذه الانتخابات تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، نظراً الى الارتفاع الشديد في نسبة الناخبين المترددين. وأشار أحدث استطلاع نُشرت نتائجه امس، الى ان ساركوزي، مرشح اليمين الحاكم، سيفوز على منافسته الاشتراكية سيغولين رويال، في الجولة الثانية من الانتخابات، بحصوله على 54 في المئة من الأصوات في مقابل 46 في المئة لرويال. وقبل 46 يوماً على موعد الجولة الانتخابية الأولى في 22 نيسان ابريل المقبل، يحافظ ساركوزي على تقدمه على رويال التي نجحت في اعادة تنشيط حملتها واستعادة شعبيتها التي كانت تتراجع. لكن بات من المتوجب على كلا المرشحين اليميني والاشتراكية التنبه الى التنامي المستجد في شعبية زعيم حزب"الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية"فرانسوا بايرو الذي تمكن من احتلال المرتبة الثالثة في لائحة المرشحين المفضلين للرئاسة، وذلك بحصوله على 19 في المئة من الأصوات وتقدمه على زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن الذي تراوح شعبيته مكانها عند 12.5 في المئة. وتكمن خطورة بايرو في طروحاته الوسطية، وفي تأكيد عزمه الأخذ بأفضل ما لدى اليمين وما لدى اليسار من أفكار وعناصر، في حال فوزه بالرئاسة. وهو بذلك يسعى الى اختراق التناوب التقليدي على الحكم بين اليمين واليسار، وجذب الناخبين المترددين الذين خيب هذا التناوب آمالهم. وتفيد التقديرات بأن نسبة المترددين تبلغ 45 في المئة. كما تعد هذه النسبة الأكبر من نوعها مقارنة بالانتخابات السابقة بما في ذلك عاما 1995 وپ2002. إذ يربك هذا التردد المرشحين الرئيسيين. وبخلاف الانتخابات السابقة، فإن ارتفاع نسبة المترددين ليس ناتجاً من عدم الاهتمام بالحملة الانتخابية، على حد قول المدير العام لمعهد"سي اس أ"للاستطلاع ستيفان روزيس، بل الصرامة في نظرة الناخبين الى المتنافسين المختلفين. ويتابع ملايين الأشخاص المناظرات التلفزيونية للمرشحين في حين ان مهرجاناتهم ولقاءاتهم مع الناخبين تدور في قاعات مكتظة، لكن هذا لا يحمل الفرنسيين الى وضع ثقتهم بهذا المرشح أو ذاك لمجرد اصغائهم للوعود التي يطلقها. الى ذلك، حاولت رويال الإيحاء خلال زيارتها لبرلين اول من امس، انها على انسجام مع المستشارة الألمانية انغيلا مركل، موضحة باللغة الألمانية ان اللقاء بينهما دار في أجواء ودية وساده نوع من التفاهم الذي يصل الى حد التواطؤ.