بالنسبة إلى أقارب محمد الشراتحة الناشط في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وسائر الذين تحتجزهم اسرائيل في سجونها، فإن أي تقدم نحو إبرام صفقة لمبادلة السجناء الفلسطينيين بجندي اسرائيلي بارقة أمل لا تلوح كثيرا. وقالت أم نمر زوجة الشراتحة أمس:"نحن في انتظار هذا اليوم". وناشدت أم نمر وأسرتها الزعماء الفلسطينيين ادراج أسماء الأزواج والآباء والأبناء ضمن أولئك الذين سيطلق سراحهم مقابل الافراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت. والافراج عن النشطاء القياديين من السجون الاسرائيلية من المواضيع التي تثير كثيراً من الشجون بالنسبة إلى الفلسطينيين، وكذلك بالنسبة إلى الاسرائيليين الذين فقدوا ذويهم في هجمات. تقول غيلبرت سعدون، وهي والدة جندي اسرائيلي قتل في هجوم ل"حماس"عام 1989 اتهم الشراتحة بالضلوع فيه:"انه قتل ولدي". وأبلغت الموقع الاخباري لصحيفة"معاريف"الاسرائيلية على الانترنت قائلة:"لا أوافق على اطلاق سراحه بأي حال". وسلمت"حماس"، التي تقود حالياً الحكومة الفلسطينية، أسماء السجناء الفلسطينيين الذين تريد من الدولة اليهودية الافراج عنهم مقابل اطلاق شاليت. وذكرت تقارير أن"حماس"تطالب بإطلاق سراح 1300 أسير من بينهم مروان البرغوثي وهو قيادي في حركة"فتح"يعتبره كثيرون خليفة محتملاً للرئيس محمود عباس زعيم الحركة، بالإضافة الى القائد الميداني البارز في"حماس"يحيى السنوار. وتشير تقارير صحافية محلية الى أن الشراتحة مدرج ضمن القائمة، لكن"حماس"لم تؤكد ذلك. وقال وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي للصحافيين في مدينة رام الله:"الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي"، وان الاسرائيليين عليهم أن يقرروا مدى سرعة عودة شاليت او عدم عودته بحسب الرد الاسرائيلي على المطالب الفلسطينية. وأضاف ان الفلسطينيين لم يتلقوا بعد رد اسرائيل بشأن قائمة الاسماء. وقال اسرائيليون آخرون فقدوا أقارب لهم في هجمات فلسطينية، إنهم سيؤيدون عملية التبادل لضمان عودة شاليت الى ذويه بعد بقائه في الأسر في غزة لمدة 10 أشهر. وقالت هايا هيفي، التي قتل زوجها في تفجير في أحد المطاعم عام 2002، إن الغضب اعتراها عندما علمت بأسماء النشطاء الفلسطينيين الذين قد يفرج عنهم، لكنها أضافت:"أشعر أيضا بالأسى للجندي شاليت وأريدهم النشطاء أن يعيدوه". وبعد شهور من الجمود يمكن أن تصبح صفقة شاليت حاسمة لإحراز أي تقدم في المحادثات التي اتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس عباس على اجرائها كل أسبوعين نزولاً على الحاح الولاياتالمتحدة. لكن أولمرت قد يواجه كذلك رد فعل عنيفاً من جانب أقارب القتلى الاسرائيليين بسبب موافقته على اطلاق نشطاء فلسطينيين ممن تصفهم اسرائيل بأن"أيديهم ملطخة بالدماء". وكان نشطاء من"حماس"وجماعات أخرى أسروا شاليت في هجوم شنوه داخل اسرائيل عبر نفق من غزة. وكل أسبوع تتجمع أسر فلسطينية في مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة للمطالبة باطلاق سراح السجناء. وحمل أفراد عشرات الأسر، ومن بينها أسرة الشراتحة، خلال تجمعهم أمس، صوراً لأبنائهم وأزواجهم السجناء، وأعربوا عن أملهم في عودتهم قريباً. وقال ابراهيم، والد السنوار، الذي يبلغ من العمر 76 عاماً وهو جالس مع أسرته في منزلهم في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب قطاع غزة، إن الافراج عن ابنه سيجلب له السعادة لما تبقى من عمره. وقال الشيخ:"سأشعر كما لو أنني كطفل ولد لتوه... أنا سعيد جداً جداً، وأتمنى الافراج عن كل السجناء مثل ابني". وكانت اسرائيل سجنت السنوار في عام 1988 لتأسيس الجناح المسلح الاول ل"حماس"وحكم عليه بالسجن لمدة 455 عاماً. وقالت أم نمر انها تعيش"مأساة كبيرة"وتربي خمسة أطفال مع غياب الشراتحة. وقال أحد أبناء الشراتحة:"أريد أن يعود أبي الى المنزل... سمعنا أخباراً عن اطلاق سراحه من قبل. آمل أن تكون هذه الاخبار حقيقية هذه المرة".