رام الله – «الحياة»، أ ف ب - كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن وجود اتفاق مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت لاطلاق دفعة من الاسرى الفلسطينيين مماثلة للدفعة التي تم الاتفاق على اطلاقها مقابل الافراج عن الجندي غلعاد شاليت وتضم 1027 اسيراً. وجاء هذا الكشف في كلمة ألقاها عباس في الاسرى المحررين لدى استقبالهم في مقر الرئاسة في رام الله. وقال: «لا اذيع سراً اذا قلت ان هناك اتفاقاً مع الحكومة الاسرائيلية لاطلاق دفعة تماثل هذه الدفعة من الاسرى بعد هذه الدفعة، ونطالب الحكومة الاسرائيلية بأن تفي بوعودها اذا كان العهد عندهم مسؤولاً». وأضاف ان اطلاق سراح الاسرى سيكون شرطاً للعودة الى المفاوضات مثله مثل اعتراف اسرائيل بحدود 67 ووقف الاستيطان. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس يتحدث عن اتفاق تم برعاية اميركية على اطلاق دفعة من الاسرى كواحد من اجراءات بناء الثقة قبل العودة الى المفاوضات. وطمأن عباس الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان، قائلاً: «كانت قضيتكم وما زالت في قلوبنا وعقولنا ووجداننا حيث حللنا في كل مكان وكل محفل عربي ودولي، لا همّ لنا إلا اخواتنا وإخواننا الاسرى وها نحن نرى كوكبة منهم الآن والباقي قريب قريب جداً». وقال عباس، مخاطباً الاسرى المحررين وآلاف المواطنين الذين تجمعوا في مقر الرئاسة في المقاطعة: «الآتي قريب وقريب جداً. وسنرى ان شاء الله هنا في هذه الساحة مروان البرغوثي واحمد سعدات والذي نتمنى له الشفاء العاجل. ونريد ان شاء الله ان نرى ابراهيم حامد وعباس السيد من قيادات حركة حماس وكل اسير وأسيرة ان يعودوا محررين الى الوطن وأهلهم». وحيّا عباس مصر «التي بذلت كل الجهود لاطلاق سراح اخوتنا وأخواتنا». وقال: «نحن نعمل في كل الاتجاهات، إطلاق سراح الأسرى والمفاوضات ونبني مؤسسات الدولة لتكون جاهزة عندما يعلن الاستقلال». وأوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس» ان «هناك اتفاقاً مع الحكومة الاسرائيلية السابقة لاطلاق دفعة مماثلة للتي يتفق فيها على تبادل شاليت». وتابع: «كان الاتفاق مع اولمرت انه سيصار الى اطلاق سراح دفعة من الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية بعد اتمام صفقة شاليت وبخاصة المعتقلين قبل اتفاق اوسلو» في 1993. وطالب «الجانب الاسرائيلي، بعدما تمت صفقة شاليت، بإطلاق الدفعة المتفق عليها معنا». وأوضح ان هذه الدفعة لا علاقة لها على الاطلاق بالجزء الثاني من صفقة شاليت التي ستضم 550 اسيراً فلسطينياً سيفرج عنهم خلال شهرين «ولن تكون لنا علاقة بها على الاطلاق». وتابع: «سنطالب بالافراج عن القيادات السياسية ومنهم مروان البرغوثي واحمد سعدات والمؤبدات والحالات الصحية». وقال القيادي في حركة «حماس» حسن يوسف الذي شارك في استقبال الاسرى في رام الله: «بقدر السرور بإطلاق هذا العدد من الإخوة المعتقلين والمعتقلات، إلا أننا موجوعون لأن بقي لنا إخوة في السجون والمعتقلات». وأضاف ان «شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته لن يهدأ له بال ولن تنام له عين حتى يتم الإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين». ورحبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالافراج عن الاسرى، معربة عن الامل «بأن تكون هذه الخطوة مقدمة من اجل الإفراج عن كل الأسرى من سجون الاحتلال»، وأن تفي الحكومة الاسرائيلية بوعودها بالإفراج عن عدد كبير آخر. وشددت «على أن إقفال ملف شاليت يتطلب رفع الحصار عن قطاع غزة، من جانب إسرائيل وإلغاء كل الإجراءات والترتيبات التي فرضت على قطاع غزة». وأطلقت إسرائيل أمس سراح 121 اسيراً، بينهم 17 إمرأة، الى الضفة الغربية ضمن صفقة تبادل الاسرى بينها وبين حركة «حماس». وانتظرت عائلات الاسرى المحررين والآلاف المواطنين قدومهم أمام سجن عوفر، غرب رام الله، طيلة ست ساعات تحت اشعة الشمس الحامية. لكن السلطات نقلتهم في حافلات تابعة للصليب الاحمر من نقطة اخرى. ونقل الاسرى المحررون مباشرة الى مقر الرئاسة في رام الله، حيث أقيم لهم استقبال شعبي ورسمي. ووضع المحررون اكاليل الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، قبل ان يستقبلهم الرئيس عباس ويصافحهم.