سقط أمس عشرات القتلى والجرحى في مقديشو في أعنف معارك بين الميليشيات والقوات الصومالية والإثيوبية، منذ سقوط"المحاكم الإسلامية"نهاية العام الماضي. وتبادل الطرفان النار في شوارع العاصمة بعدما قصفت مروحيات ودبابات إثيوبية مواقع للمسلحين في أنحاء المدينة. وقُتل سبعة جنود إثيوبيين في الاشتباكات، سحل سكان غاضبون جثث اثنين منهم. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون إلى وقف فوري للقتال. وقال الناطق باسمه في نيويورك فرحان حق إن بان"قلق من استخدام الهجمات الجوية والدبابات والمدفعية الثقيلة في مناطق مأهولة بكثافة في مقديشو، ما يزيد التهديدات الأمنية التي يواجهها عدد كبير من المدنيين". وشدد على أن تحقيق السلام في الصومال لن يتم إلا"عبر حوار جامع يقود إلى حل سياسي ومصالحة وطنية". وخلفت المعارك التي استمرت حتى المساء ما لا يقل عن 22 قتيلاً و150 جريحاً، معظمهم مدنيون، بعد هجوم بري وجوي شنته القوات الإثيوبية على معاقل الميليشيات في جنوب العاصمة وشمالها. واستخدم الإثيوبيون للمرة الأولى مروحيات في الهجوم، كما نشروا دبابات ومدافع في المنطقة. وأطلقت مروحيتان صواريخ في محيط المقر السابق لوزارة الدفاع الذي تتمركز فيه القيادة الإثيوبية ويستهدفه المتمردون بهجمات متكررة. ودعا مجهولون السكان بمكبرات الصوت في شوارع مقديشو إلى القتال. وقالوا:"واجب عليكم الخروج للقتال من أجل بلادكم وكرامتكم. لا تقبلوا بالاحتلال الإثيوبي، حان الوقت للتضحية مهما كان الثمن". وينهي الهجوم هدنة هشة سادت الأسبوع الماضي إثر مفاوضات بين الحكومة الصومالية وزعماء كبرى عشائر مقديشو الداعمة للتمرد. وكشف ديبلوماسي إثيوبي أن الجيش يريد"إخلاء"العاصمة من الميليشيات. وأكد أن"العملية العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافها". وشدد على أن"الإثيوبيين مستعدون للحوار مع من يبحثون عن السلام ويرغبون في المصالحة". ونقلت وكالة"أسوشيتد برس"عن ناطق باسم الرئاسة الصومالية أن العملية ستستمر ثلاثة أيام لطرد المتمردين. وأكدت مصادر طبية أن عدد القتلى النهائي قد يفوق كثيراً الحصيلة الأولى، خصوصاً في ظل مشاهد الدمار التي عدت صادمة، حتى بمعايير مقديشو. وفي ظل الفوضى، سقطت قذيفة مورتر على مسجد، ما أدى إلى مقتل رضيع وانفصال رأس صبي عن جسده. وذكر شهود أن قذيفة أخرى سقطت على صهريج وقود وأشعلت حريقاً ضخماً التهم مالك الشاحنة وحارسها. وذكرت محطة"شابيل"الإذاعية أن"القوات الإثيوبية تواجه مقاومة عنيفة"، وأن دبابتين دمرتا. ونقلت عن أحد زعماء عشيرة"الهوية"الداعمة للتمرد أن"الإثيوبيين خدعونا بالمفاوضات". وأكد شهود أن 7 جنود إثيوبيين قتلوا في حي شيركول جنوب مقديشو، وأن سكاناً سحلوا جثتي اثنين منهم بالحبال. وقال صحافي إنه شاهد جثث 17 جندياً إثيوبياً في المنطقة ذاتها.