عادت الحياة الديبلوماسية تدب من جديد في المكاتب الحكومية التي كانت مهجورة تماماً من جانب الضيوف الاجانب خلال العام الماضي الذي تولت فيه حركة "حماس" الحكم في الاراضي الفلسطينية. فمنذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مطلع هذا الاسبوع لم ينقطع الديبلوماسيون والمبعوثون الغربيون عن مدينتي رام اللهوغزة حيث المقار الرئيسة للحكومة. وكانت النروج المبادر الاول للقاء اعضاء الحكومة اذ زار نائب وزير خارجيتها غزةورام الله واجتمع مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية ومع وزراء الخارجية والمالية والاعلام. ثم تلاه القنصل الاميركي العام في القدس الذي التقى وزير المال سلام فياض في خطوة حملت دلالات مهمة على تداعي الحصار السياسي المفروض على الحكومة. وكان مسؤولون أميركيون لمحوا الى انهم سيقاطعون جميع اعضاء الحكومة بعد تشكيلها بمن فيهم الوزراء المعتدلون مثل سلام فياض، لكن ادارة بوش اعلنت عقب تشكيل الحكومة انها ستتعامل مع وزراء حركة"فتح"والمستقلين. وتزدحم اجندات وزراء المال والخارجية والاعلام الجدد بمواعيد للقاءات مع ديبلوماسيين غربيين. واجتمع فياض امس مع المبعوث الاوروبي لعملية السلام مارك أوت. وفي الايام المقبلة يلتقي الوزراء الثلاثة مع وزيري خارجية السويد وبلجيكا. ووجهت المانيا دعوة لنائب رئيس الحكومة عزام الاحمد ووزير الثقافة بسام الصالحي لزيارتها. واعلنت دول عديدة مثل فرنسا وبلجيكا انها ستدعو وزير الخارجية الفلسطيني لزيارتها. وقال وزير الاعلام الدكتور مصطفى البرغوثي ل"الحياة":"هذه اللقاءات تدل على ان الحصار بدأ يتفكك". واضاف:"لقد بدأت اتصالات رسمية مع كل من فرنساوالمانيا واسبانيا وايطاليا والسويد والنرويج وسويسرا وايطاليا وغيرها، واللقاء بين وزير المال والقنصل الاميركي هو لقاء مع الحكومة ايضا". وكانت الدول الغربية فرضت حصارا سياسيا وماليا على حكومة"حماس"منذ تشكيلها في آذار مارس عام 2006. وبعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في السابع عشر من آذار الجاري اعلنت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوربي انهما سيقيمان علاقة مع وزراء"فتح"والمستقلين في الحكومة لكنهما سيبقيان القيود المالية مفروضة عليها. وتوقع مسؤولون في مكتب الرئيس محمود عباس الذي التقى اول من امس القنصل الاميركي العام في القدس جاكوب والاس ان يستمر الموقف الاميركي والاوروبي من المساعدات والتحويلات المالية للحكومة على ما كان عليه في السابق لأشهر عديدة مقبلة. وقال مسؤول فضل عدم ذكر اسمه:"لقد علمنا من الاميركيين ان موقفهم من التحويلات المالية سيستمر من دون تغيير في الفترة القادمة، وعلمنا من الاوروبيين انهم سيواصلون التعامل وفق الآلية الموقتة لدعم الموازنة". ويرى الفلسطينيون في تفكك الحصار السياسي بداية لتفكك الحصار المالي ايضا. وتوقع الدكتور البرغوثي ان تقرر الدول العربية في قمة الرياض تقديم مساعدات مهمة للفلسطينيين تعوضهم عن اموالهم التي تحتجزها اسرائيل. وقال:"من يحاصرنا هو فقط اسرائيل التي تحتجز اموالنا، وسنتوجه الى العالم من اجل الضغط عليها للافراج عن اموالنا المحتجزة، والى ان يحين ذلك فاننا نتوقع من اخوتنا العرب في قمة الرياض ان يقدموا لنا من المساعدات ما يخفف معاناة شعبنا". واعلنت اسرائيل انها ستقاطع كل مسؤول غربي يلتقي ممثلي"حماس"في الحكومة. وتطبيقا لهذه السياسة قاطع المسؤولون الاسرائيليون نائب وزير خارجية النروج عقب لقائه رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية. واعتبر مصطفى البرغوثي الانفتاح الغربي على الحكومة الفلسطينية عزلة لاسرائيل التي تطالب بمقاطعة هذه الحكومة. وقال:"اسرائيل ستواجه عزلة اكبر مع الوقت".