نفت حركة"حماس"بشدة ان تكون خططت لاغتيال الرئيس محمود عباس، ورجح العديد من قادتها ان يكون الهدف من وراء نشر مثل هذه"الاخبار الملفقة"تأجيج الصراع المتنامي بين"فتح"و"حماس"، في وقت اخفق اجتماع بين الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه اسماعيل هنية في ايجاد مخرج للأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة بسبب الحصار المالي والسياسي الدولي. ومن المقرر ان تبحث اللجنة الرباعية خلال اجتماعها غدا في نيويورك في تشكيل آلية لايصال المساعدات للفلسطينيين واتخاذ موقف موحد من"خريطة الطريق". راجع ص 5 وكانت صحيفة"ذي صنداي تايمز"البريطانية كتبت امس ان"كتائب القسام"خططت لاغتيال عباس في مكتبه في غزة، وان المحاولة أُحبطت بعد تلقيه تحذيراً من الاسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباري اسرائيلي قوله:"نحن نراقب كل حركة لحماس في غزة... لذلك عندما علمنا بالخطر على حياة عباس، عملنا على ابلاغه من دون اي تأخير". واستغرب الناطق باسم حكومة"حماس"الدكتور غازي حمد هذه الاخبار. وقال ل"الحياة":"قبل ساعات من نشر الخبر، كنا نجلس مع الرئيس عباس بمحبة ومودة خالصتين"في اشارة الى اجتماع"ابو مازن"وهنية في غزة ليل اول من امس. واضاف:"مهما بلغت التناقضات بيننا لن نلجأ للاغتيال السياسي، فالاغتيال وصفة لتدمير كل شيء". كما اعتبر الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري في بيان، هذه الانباء بأنها"ملفقة وتمثل مؤامرة بريطانية لاثارة الفتنة الداخلية". ونفى الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة صحة الخبر، وقال ان الرئيس"موجود في غزة منذ ايام". وكان قادة من"فتح"و"حماس"التقوا في غزة اخيرا وناقشوا مخاطر الاغتيال السياسي بين الطرفين. وقال مصدر في"فتح"ان الجانبين توصلا الى قناعة بأن وقوع اي اغتيال لأي شخصية في الجانبين سيؤدي الى"اندلاع حرب أهلية لن تهدأ قبل ان تلتهم الاخضر واليابس". ولم يستبعد مسؤولون في"حماس"دخول اسرائيل على الخط بهدف تفجير الصراع بين الطرفين، وقال مسؤول رفيع في الحركة:"النبأ الذي سربته المخابرات الاسرائيلية للصحيفة البريطانية أشعل اكثر من ضوء أحمر لدينا، فلا نستبعد ان يكون الأمر تمهيداً لخطوات اسرائيلية من هذا النوع، أقصد اغتيال شخصية ما بهدف تفجير الاوضاع". وتشهد"حماس"و"فتح"اجواء مشحونة تكفي شرارة صغيرة لاشعالها. وبدأت الحركتان بحشد مؤيديهما بعد اندلاع الخلافات بينهما على صلاحيات"الرئيس والحكومة"، اضافة الى الحصار الدولي المفروض على حكومة"حماس"وأزمة منع تحويل الاموال من الخارج الى حكومة"حماس"بسبب الضغط الاميركي. وفي هذا الصدد، لم ينجح عباس وهنية في كسر الجليد بينهما في اللقاء الذي جمعهما في غزة. وذكرت مصادر من داخل الاجتماع ان الجانبين لم يعثرا على مخرج لازمة تحويل الأموال من الخارج الى السلطة. وقالت ان عباس ابلغ هنية برفض الادارة الاميركية والاتحاد الأوروبي ادخال اي فلس الى السلطة ما لم تستجب حكومة"حماس"للشروط الثلاثة التي وضعتها اللجنة الرباعية، وهي نبذ العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها. وقالت المصادر التي حضرت الاجتماع ان هنية طالب عباس بمشاركة سلطة النقد وصندوق الاستثمار في حل مشكلة الرواتب لشهر واحد على الأقل، لكن الرئيس ابلغه ان المؤسستين لا تملكان المال اللازم لدفع الرواتب حتى لشهر واحد. وذكرت ان هنية لم يبد ارتياحه لجواب عباس، فذكرّه بأن الصندوق حل مشكلة الرواتب ومشكلات مالية أخرى للسلطة في مراحل سابقة، منها سحب حكومة احمد قريع مبلغ 200 مليون دولار من الصندوق لتمويل مشاريع خدمية قبل الانتخابات الأخيرة. وكان مقررا ان يلتقي وزراء من حكومة"حماس"مساء امس مع ممثلين لعباس لمواصلة المشاورات بهدف ايجاد مخرج للازمة المالية.