نعم انها في ورطة وورطة كبيرة إسرائيل الآن، إسرائيل "مسطولة" بالموقف كما "ينسطل" الحشاش عندما يكثر من التدخين ... تراها تحاول ان تضع الثقة في رموزها التي غالت بعنجهيتها العسكرية ومبالغتها في قمع الشعوب العربية. اليوم علت أصوات التمرد لدى الشعب الإسرائيلي... الرئيس الإسرائيلي كتساف متهم بأمور تخدش السمعة وبعيدة من الأخلاق وكأنه مراهق يأتي بأعمال جنسية لا تليق بعمره ولا بمركزه، ولا يمكن ان نقارنه بموقف المغني البريطاني السير ألتون جون الذي عقد زواجاً مثلياً على رجل آخر في حفلة رسمية وعلنية بثتها الفضائيات. وزير الدفاع الإسرائيلي متهم بقلة فهمه للمعلومات العسكرية كرئيس أركان الجيش المتهم أيضاً بعدم نظافة اليد عندما استغل بيع أسهمه في بنك قبل يوم واحد من غزو لبنان، هي دوامة من نصائح الحاشية دائرة بين شاغلي كرسي المسؤولية عسكريين ومدنيين وحتى رأس البلاد. قادة إسرائيل خلقوا من أكاذيبهم هالة بأنهم ملائكة الاستقامة في كل شي وبخاصة في التعامل المالي. كان رؤساء إسرائيل يتهمون العرب بعدم نظافة أيديهم في التعامل. هؤلاء هم الذين خلقوا بجدارة او بغير جدارة أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وهم المنتصرون في كل حروبهم التي لا تدوم أكثر من ستة أيام. وبحسب قناعتي فإن إسرائيل ليست دولة فريدة ولا شعبها مختار من الله كما يزعمون، بل هم بشر مثل بقية البشر، والبشر يخطئون ويصيبون، ولكن ما يؤلمني أن ضعف العرب هو السبب الرئيس والوحيد في قوة إسرائيل .... وانتهاكات إسرائيل لا تعد ولا تحصى، ومنها: * موافقتها وتشجيعها مبدأ تعذيب المتهمين وخصوصاً الفلسطينيين أثناء التحقيق بهدف انتزاع المعلومات التي يريدونها، هذه القاعدة تخالف كل الأعراف ... * تسمح إسرائيل لجنودها بمهاجمة أطفال ومراهقين يعبّرون عن احتجاجهم ضد الاحتلال ويستعملون حقهم المشروع بالدفاع عن الأرض والوطن، فيقابل الجنود الحجارة بالرصاص الحي بل ويقدمون على هدم المنازل على رؤوس ساكنيها إذا لم يخرجوا منها في بضع دقائق. وفي الحرب الأخيرة على لبنان، استعمل الجيش الإسرائيلي أسلحة ممنوعة، وقصفت قواته اكثر من 5 آلاف منزل. وهي مساكن مدنية لا حضور لپ"حزب الله"أو المقاومة اللبنانية فيها. وأصرت إسرائيل على قصف النازحين وهم يعدّون بمئات الآلاف ... إن المشاهد وهو يرى دموع أفراد من الجيش الإسرائيلي الهارب من قرى الحدود يعجب ويتعجب من أين جاء كل هذا الغرور الإسرائيلي وبعد ان تمكن"حزب الله"للمرة الأولى في تاريخ الحروب العربية - الإسرائيلية من قصف مناطق إسرائيلية وأجبر سكانها على الاختباء في الملاجئ .... ان التاريخ لا يرحم وخصوصاً تاريخ إسرائيل مع الفلسطينيين في دير ياسين وصبرا وشاتيلا في لبنان ومجازر متلاحقة وطريقة تعامل القوات الإسرائيلية مع المصلّين في المسجد الأقصى وكيف انه لا يراعي منطقاً أو ديناً أو أخلاقاً .... خالد عيسى طه - رئيس "منظمة محامين بلا حدود" - بريد الكتروني