"يا للعار والشنار، هؤلاء زعماؤك يا اسرائيل"، و "من لم يقترف منكم جرما مماثلا، فليرمِ كتساف بحجر"، و"يا لشماتة أعدائنا"، و"السمكة فاسدة من الرأس"، و "الرائحة الكريهة المنبعثة وصلت الى الكنيست"، و"مثل هذا الحجم من الفساد لم تشهده اسرائيل في تاريخها"، و"مجموعة من الأغبياء والهاذين تحكمنا... هذا قدرنا كما يبدو". هذه عيّنة من ردود الفعل الشعبية على مواقع وسائل الاعلام العبرية على الانترنت، على تداعيات فضيحة الاغتصاب والتحرش الجنسي التي تطاول الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف والتي بقيت لليوم الثالث على التوالي تستأثر من دون غيرها بأضواء الاعلام واهتمامات عموم الاسرائيليين الذين يبدون كمن يتابعون مسلسلا لا يعرف أي منهم عدد حلقاته ولا كيف سينتهي، لكنهم متأكدون من ان جزءاً ثانياً وثالثاً بانتظارهم لدى البت المتوقع في فضائح فساد منسوبة الى عدد من سدنة الحكومة، فضلاً عما ستأتي به لجنة التحقيق في الحرب الفاشلة على لبنان من تلخيصات مرحلية لاداء أركان الحكومة والجيش وسلوكهم خلال الحرب، وسط توقعات بأن تدحرج هذه التلخيصات رؤوسا كبيرة عن الحكم. "أي دولة هذه؟ انها دولة فريدة من نوعها"، هي مقدمة أغنية شعبية قديمة في اسرائيل رأت الاذاعات المختلفة وجوب نفض الغبار عنها وامتشاقها لبثها مرات ومرات، بألحانها التي تبث أجواء أزمة وانقباض صدر وعجز، لكنها تحمل في نهايتها تأكيدا على انه رغم الهم والغم يجب أن يواصل الاسرائيليون العيش في الدولة العبرية. واحتار بعض الاسرائيليين في التعقيب على مطالبة رئيس الحكومة ايهود اولمرت الرئيس كتساف بالاستقالة متسائلا:"من أين لأولمرت الغارق حتى النخاع في قضايا فساد أن ينصّب نفسه واعظا في الأخلاق... لا أعرف هل أبكي أم أضحك؟". وحال أركان الدولة العبرية لم يعد موضع سجال بين السياسيين أو الاعلاميين فحسب، بل تطغى أيضا على البرامج التلفزيونية الكوميدية والترفيهية التي حولت القادة الاسرائيليين الى مجموعة من النكات، أحيانا بلغة لا تتقيد بمحظورات أخلاقية، فضلا عن جلد الذات. ففي أحد البرامج الشهيرة تجول الميكروفون في الشوارع لاستمزاج رأي الناس عن المنصب الوزاري الذي يلائم وزير الدفاع عمير بيرتس. وباستثناء صوت واحد دعم بقاءه في منصبه الحالي وأصوات عدة أرسلته الى وزارة الرفاه أو الى نقابة العمال، جاءت غالبية الردود غاضبة ومتهكمة، لم يخل بعضها من عبارات شائنة. وبين المقترحين من رأى في بيرتس أهلاً لحراسة سوبرماركت او"عامل نظافة"في الشوارع أو حمّالا في احد الموانئ. وبين المجيبين عن سؤال عن الشخصية المناسبة لخلافة كتساف، من اقترح استقدام شخصية من خارج اسرائيل لافتقار هذه الى شخصية نظيفة اليدين. وهناك من اختار نكايةً الأمين العام ل"حزب الله"حسن نصرالله. وأشارت نتائج استطلاعات جديدة للرأي نشرتها الاذاعة وصحيفتا"يديعوت أحرونوت"و"معاريف"أمس الى ان أكثر من ثلثي الاسرائيليين يطالب كتساف بالاستقالة فورا.