سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القيادية الشيوعية فاطمة إبراهيم تتنحى من كل مناصبها ... وحزب الميرغني يدعو إلى "حكومة وحدة" . الخرطوم تشكو "تشدداً أميركياً غير مبرر" عشية مناقشة مجلس الأمن فرض عقوبات
يصل إلى الخرطوم السبت المقبل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الفا عمر كوناري ومبعوثا الاتحاد والأممالمتحدة إلى دارفور سالم أحمد سالم ويان الياسون لتحريك عملية السلام في دارفور. وقالت مصادر ديبلوماسية في الخرطوم، أمس، أن تحرك كوناري والياسون وسالم يهدف إلى دفع العملية السلمية في دارفور، موضحة ان الثلاثة سينتقلون في 14 نيسان ابريل المقبل الى نيويورك لإطلاع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على آخر نتائج محادثاتهم مع الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. ولم تستبعد المصادر ذاتها ان يخاطب الياسون وسالم أعضاء مجلس الأمن بعد لقاء كي مون. وكثّف رئيس بعثة السودان في الأممالمتحدة السفير عبدالمحمود عبدالحليم من تحركاته وسط سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، قبيل جلسة مقررة للمجلس غداً الاثنين، يُنتظر أن تناقش في شكل موسع رد الرئيس السوداني عمر البشير على الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، والذي أبدى تحفظات عن بعض نقاط"حزمة الدعم"المتعلقة بنشر قوات دولية إلى جانب القوات الافريقية في دارفور. وقال عبدالمحمود انه التقى سفيري بريطانياوالولاياتالمتحدة في المجلس في إطار تحركات بعثته لتوضيح موقف حكومته، وخطورة سعي لندنوواشنطن إلى تبني مشروع قرار جديد في مجلس الأمن بفرض عقوبات على السودان، مشيراً إلى انه لمس من السفير الأميركي"تشدداً غير مبرر". وقال إن الموقف الأميركي يجعل السودان متشككاً في كل تعهدات واشنطن تجاه دعم السلام في جنوب البلاد أو دارفور، واتهم اميركا بالعمل على نسف الجهود السلمية التي يبذلها كل من الياسون وسالم من أجل الحاق رافضي اتفاق أبوجا بسلام دارفور. وأضاف عبدالمحمود إنه أبلغ السفير الأميركي ان الاتجاه إلى فرض أي عقوبات على حكومته في هذا الوقت سيكون تراجعاً عما اتفق عليه بين السودان والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في ما يتعلق بحزم الدعم الأممي إلى قوة الاتحاد الافريقي في دارفور، مشيراً إلى أن الرسالة ذاتها أبلغها الى نظيره البريطاني واعتبره أقل تشدداً من الاميركي. ولفت إلى مواقف فرنسا وروسيا والصين الرافض لفرض أي عقوبات على السودان. وفي تطور لافت، دعا الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني الذي يشارك في البرلمان وحكومات الولايات، إلى اعادة النظر في الحكومة الحالية وتشكيل"حكومة وحدة وطنية حقيقية"، وطالب باشراك القوى السياسية كافة في الحوار مع حركات دارفور الرافضة لاتفاق ابوجا. وشددت قيادات رفيعة من الحزب، في ندوة ل"الاتحادي"في مدينة رفاعة في وسط البلاد، على ضرورة اطلاق الحريات العامة وتحقيق"تحوّل ديموقراطي حقيقي"، واعلنت رفضها للعنف. وقال الأمين العام للحزب الاتحادي بالوكالة فتحي شيلا إن عدم تنفيذ الحكومة للاتفاقات الموقعة يُعد أحد أهم العوامل المعرقلة للوصول إلى اتفاق مع الحركات المسلحة في دارفور، قبل أن يطالب باشراك القوى السياسية في الحوار مع الحركات الرافضة لاتفاق ابوجا. على صعيد اخر، أعلنت القيادية في الحزب الشيوعي السوداني فاطمة أحمد إبراهيم، أمس، تقاعدها عن كل المناصب القيادية في حزبها والبرلمان والاتحاد النسائي الذي كانت تتولى رئاسته. وطلبت فاطمة التي تُعد من أبرز كوادر الحزب الشيوعي التاريخية، خلال كلمة أمس في الاحتفال الذي نظمه الاتحاد النسائي الذي تتزعمه قبول تقاعدها من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومن تمثيلها للحزب في البرلمان، مشددة على أنها مؤمنة بأهمية فسح المجال أمام قيادة شبابية تقود الحزب والاتحاد في المرحلة المقبلة. واشارت إلى أنها ستكون عضواً عادياً في الحزب ولن تقبل أي منصب قيادي. وقضت فاطمة جزءاً من حياتها في السجن خلال عهد الرئيس السابق جعفر نميري الذي أعدم زوجها القيادي في الحزب الشيوعي الشفيع أحمد الشيخ بعد محاولة فاشلة لإطاحة نظام حكمه اتُهم الشيوعيون بتدبيرها في العام 1971.