قللت الخرطوم أمس من تهديد المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى السودان اندرو ناتسيوس بضغوط أكبر عليها في شأن دارفور، واعتبرت أن اتجاه المحكمة الجنائية الدولية إلى توجيه اتهامات قبل نهاية الشهر الى أشخاص بالتورط في جرائم وقعت في الإقليم، يأتي في إطار ضغوط سياسية، وجددت تمسكها بعدم تسليم أي مواطن إلى المحكمة"مهما كان الثمن". وأكد المبعوث الرئاسي الأميركي اندرو ناتسيوس أن واشنطن تدرس خطة جديدة في إطار استراتيجية لممارسة ضغوط على الخرطوم في شأن دارفور. لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن هذه الخطة المسماة"الخطة ب"، قائلاً إنها سرية. وكانت تقارير أميركية ذكرت انها تشمل تجميد المعاملات المالية مع أفراد وشركات. وأشار ناتسيوس في مقابلة مع"رويترز"إلى أن الحكومة السودانية فقدت السيطرة في أجزاء كبيرة تعمها الفوضى في دارفور، موضحاً أن الخطر يكمن في مغادرة المنظمات غير الحكومية والوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وعدم وجود طرف يمكن الوثوق به للاهتمام بمخيمات اللاجئين. وأضاف:"إذا غادرت الوكالات الإنسانية فإن هناك احتمالات لانفجار الوضع". وأشار إلى أن المدنيين ما زالوا يتعرضون الى"مذابح"والقرى للحرق. وفي شأن متصل، ذكر مسؤول إعلامي في المحكمة الجنائية الدولية أن المدعي العام للمحكمة لويس مورينو اوكامبو سيوجه قبل نهاية الشهر اتهامات إلى أشخاص بالتورط في ما يسمى جرائم دارفور. وقال المسؤول إن قائمة الاتهامات تشمل القتل والتعذيب والاغتصاب والاضطهاد وتدمير الممتلكات والترحيل القسري، وتركّز على حوادث وقعت بين عامي 2003 و2004. لكن مسؤولاً رئاسياً سودانياً قلل من تهديدات ناتسيوس، وقال ل"الحياة"أمس إن واشنطن تهدف الى شن"حرب نفسية"وحملة سياسية لتصوير الأوضاع في دارفور على أنها خارج نطاق السيطرة لارغام حكومته على تعديل موقفها في شأن نشر قوات دولية الى جانب القوة الافريقية فى دارفور. واعتبر ذلك أمراً لم يعد محل"مناورة أو مساومة"، لافتاً إلى أن واشنطن استنفدت وسائل الضغط على بلاده. ورأى أن إعلان المحكمة الجنائية الدولية توجيه اتهامات إلى أشخاص بارتكاب جرائم في دارفور، يأتي في إطار الحملة على حكومته، مؤكداً ان الخرطوم ما زالت عند موقفها عدم تسليم أي مواطن لتجري محاكمته في الخارج، مؤكداً انها شكلت محاكم دانت مسؤولين من بينهم ضباط كبار في الأجهزة الأمنية والعسكرية في انتهاكات دارفور، ولن تمنح أي حصانة لأي متهم مهما كان موقعه. وأفادت وكالة"رويترز"بأن متمردي دارفور الرافضين لاتفاق أبوجا للسلام أكدوا، أمس، بعد اجتماعهم مع يان الياسون مبعوث الاممالمتحدة لدارفور وسالم أحمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي، أنهم سيحترمون وقف اطلاق النار ومستعدون للعودة الى مائدة المفاوضات. وقال القائد المتمرد جار النبي من دارفور:"سنحترم وقف النار... وبمجرد أن نعقد مؤتمر القادة سنحضر مفاوضات السلام". ويمثل جار النبي واحدة من أكبر الجماعات بين حوالي عشر جماعات متمردة. وأضاف بعد الاجتماع مع سالم والياسون:"سنكون سعداء الآن بوساطة الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي".