أعلنت مصادر أمنية أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمر بتشكيل فوجين من الجيش لمطاردة عناصر الجماعات المسلحة "المتسربة" من بغداد إلى بابل، هرباً من تضييق الخناق عليها في العاصمة. وأكد قائد شرطة بابل الفريق قيس المعموري ل"الحياة"أن المالكي أعلن موافقته على تشكيل فوجين من الجيش العراقي لنشرهما في شمال بابل 100 كلم جنوببغداد لتأمين المنطقة. وقال المعموري إن الأجهزة الأمنية"استنفرت أكثر من 15 ألف عنصر لتوفير الدعم والإسناد لخطة فرض القانون في بغداد، تحسباً لنزوح المسلحين منها إلى بابل". وأضاف أن قوات الشرطة والجيش وحماية المنشآت والأجهزة الأمنية والاستخبارات وزعت طبقاً لتقسيم جغرافي"يأخذ بعين الاعتبار تكثيف الوجود الأمني في المناطق الساخنة شمال بابل". وأوضح أن الأوضاع الامنية تتسم بالتسيب في مناطق اليوسفية والمحمودية والسيافية وسلمان باك وجرف الصخر والعويسات والبوعيثة واللطيفية وشمال بابل. وأكد الناطق باسم قيادة شرطة بابل النقيب مثنى المعموري ل"الحياة"أن الشرطة لا تتمكن من دخول مناطق معينة خلال عمليات ملاحقة المسلحين الذين"يدركون هذه الحقيقة عند تنفيذ أي عملية، فينسحبون باتجاه مناطق شمال بابل التي تسمى مثلث الموت". وكشفت مصادر أن الأجهزة الأمنية في المحافظة تعاني نقصاً حاداً في الأفراد، ما دفع القيادات الأمنية إلى طلب دعم المالكي الذي زار المنطقة الشهر الماضي. ويلفت الرائد فائز الشمري من قيادة شرطة بابل إلى أن أفراد الشرطة لا يتجاوز عددهم 7600 يؤمنون مليوناً و600 ألف مواطن، ما يعني وجود نقص حاد في عدد الأفراد يقارب 4400 شرطي. وكان وزير الأمن الوطني شروان الوائلي الذي زار بابل نهاية الأسبوع الماضي أكد أن المسلحين في بغداد ينزحون إلى المحافظات المجاورة، وفي مقدمها بابل التي يتمركزون في مناطقها الشمالية مستغلين الفراغ الأمني. وتشير غرفة عمليات قوات العقرب - القيادة العسكرية لشمال بابل إلى أن مختلف الجماعات المسلحة المعروفة تنشط في المنطقة، إضافة إلى جماعات أخرى غير معروفة. ويقول مدير عمليات قوات العقرب العقيد علي عبدالرزاق الدليمي ل"الحياة"إن خريطة انتشار هذه الجماعات تمتد من الدورة وناحية الرشيد المحمودية واللطيفية جنوببغداد إلى شمال محافظة بابل وأم قصر والرضوانية وعامرية الفلوجة وجرف الضخر ومنطقة البحيرات وسلمان باك والمدائن وغابات السمرة. ويؤكد أن قرب هذه الأماكن من بغداد يمكن عناصر الجماعات المسلحة من تنفيذ هجماتهم داخل العاصمة والانسحاب عبر طرق زراعية بعيدة من مراكز المدن.