أعادت الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة الحلة 110 كم جنوببغداد، أخيرا ما يعرف ب"مثلث الموت"الى واجهة الأحداث بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة خلال الأشهر الماضية أعقب سلسة من العمليات العسكرية الكبرى التي شنتها القوات الأمنية العراقية بمساندة القوات الأميركية. وأكد اللواء قيس حمزة المعموري، قائد الشرطة في بابل ل"الحياة"ان هناك"تصعيداً امنياً وزيادة ملحوظة في معدل العمليات الإرهابية التي شهدتها المدينة وضواحيها أخيرا"، وأوضح ان"المناطق المحيطة بالحلة، خصوصاً تلك الممتدة على طول الطريق بين بغداد والحلة، والتي تعرف بمنطقة مثلث الموت كانت تخضع لسيطرة قوات العقرب وقوات التدخل السريع التابعة لمديرية الشرطة في بابل، وامرت هذه القوات بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في مناطق اللطيفية واليوسفية وسلمان باك وجرف الصخر والإسكندرية والمسيب وجبلة، وجميعها تشكل حدود ما يعرف بمثلث الموت. الا ان أوامر صدرت من وزارة الداخلية، قضت بمنع هذه القوات من دخول اللطيفية، التي تمثل مرتعاً خصباً للجماعات المسلحة، ما أسهم في عودة هذه الجماعات الى ممارسة نشاطها من جديد". وقال الملازم فائز حسن عبود، مدير مكتب قائد قوات التدخل السريع في بابل القائد العسكري السابق لمنطقة"مثلث الموت"ل"الحياة"ان"قوات العقرب التي كانت مسؤولة عن المنطقة، كانت تتخذ من قاعدة"كال سو"الاميركية، في منطقة جبلة مقراً ونفذت عمليات واسعة النطاق في عمق بغداد وسلمان باك 15 كم جنوببغداد ومدن المحمودية واليوسفية وابي غريب والفلوجة واللطيفية وغيرها، من المدن التي تقع خارج الحدود البلدية لمحافظة بابل". وأكد ان"هذه الصلاحيات وضعت بأيدينا زمام المبادرة وجعلتنا نتخذ وضع الهجوم ضد الجماعات المسلحة بدلاً من الدفاع". واشار الى ان"توجيهات وزارة الداخلية الأخيرة حدت من حركة قواتنا وقيدتها داخل محيط محافظة بابل ما منح الجماعات المسلحة في اللطيفية واليوسفية وسلمان باك وغيرها الفرصة لالتقاط أنفاسها وإعادة تنظيمها من جديد". ولفت عبود الى ان"العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الامنية العراقية والقوات المتعددة الجنسية في بغداد والمناطق الغربية دفعت الجماعات المسلحة الى النزوح الى مدن مثلث الموت، ما قوض الامن داخل الحلة واقضيتها وساهم في زيادة العمليات الارهابية اخيراً"، واشار الى ان"غياب التنسيق وضعف العمل الاستخباراتي وراء انتعاش الاوكار الارهابية وعودتها لممارسة انشطتها". واشار مركز الطبابة العدلية في محافظة بابل الى ان"تزايداً ملحوظاً لوحظ في عدد الجثث الواردة الى المركز"، وأكد احد العاملين ل"الحياة"ان"معدل الجثث الواصلة الى المركز من منطقة مثلث الموت ارتفع الى 7 جثث يومياً، بعدما كان انخفض الى جثتين، خلال الأشهر الماضية، وجميعها عثر عليها على طول الطريق الممتد بين بغداد والحلة". ولفت أهالي المنطقة الى ان الجماعات المسلحة عادت الى الظهور ولكن على الطرق الخارجية. ويعزون عودتها الى استفزاز القوات العراقية والأميركية للأهالي. واكد احمد الجبوري ل"الحياة"ان"هذه القوات تداهم بيوت بعض العائلات وتعتقل أبناءهم وتهين بناتهم على أساس الشبهة". ولفت الى"انتهاج هذه القوات اسلوبا جديداً إذ شرعت بإعدام عدد من شباب المنطقة، على مرأى ومسمع من عائلاتهم". ولفت الى ان بعض الشباب"سبق وان اتهم بضلوعه في عمليات إرهابية خلال الأشهر التي شهدت فيها منطقة مثلث الموت نشاطا ًموسعاً للجماعات المسلحة ولم تثبت التهم فأطلق سراحهم". واكد شاهد أعدمت القوات الاميركية احد أصدقائه أمام عينيه ل"الحياة"ان"هذه القوات دهمت منزل الشاب القتيل عند الغروب وحجزت النساء والأطفال في إحدى الغرف ثم اقتادته بعدما طابقت اسمه وصوره مع وثائق حملتها معها الى باب المنزل وقيدت يديه وعصبت عينيه، وأطلقت رصاصة واحدة على رأسه أمام الجيران الذين تجمعوا لمعرفة ما يجري". وعلى رغم تأكيد عائلات تسكن في مدينتي الحصوة واللطيفية لهذه الحوادث الا ان المصادر الرسمية العراقية نفت حدوث قتل بهذه الطريقة. وأكد حسن الفتلاوي نائب محافظ بابل ل"الحياة"عدم سماعه بهذا النوع من الإعدامات. وأشار الى ان القوات الاميركية"تزج عادة برفقة قوات من الشرطة العراقية، وان الأخيرة لم تتقدم بأي شكوى بهذا الصدد". ولفت النقيب مثنى المعموري، من قيادة شرطة بابل الى ان غالبية الانتهاكات التي يتم اكتشافها بحق أهالي"مثلث الموت"ترتكبها"الشرطة المحلية وقوات الحرس الوطني". وقال ل"الحياة"ان"الاميركيين يغضون الطرف عن الانتهاكات التي يرتكبها العراقيون".