يسعى زعيم"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"أبو مصعب الزرقاوي الى السيطرة على أحياء اضافية في بغداد لضمها الى إمارة اسلامية يعتزم إعلانها في غضون ثلاثة أشهر، في وقت شرع أنصاره بتوزيع منشورات في بعض مناطق العاصمة يهددون فيها"السافرات"بالقتل إذا لم يرتدين الحجاب، بحسب مسؤول أمني عراقي وسكان. وأوضح قائد قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية اللواء مهدي صبيح في حديث الى"الحياة"أن الزرقاوي يسعى الى إعادة رسم خريطة بغداد بعدما مني بفشل ذريع في محافظة الأنبار، على رغم وجود بعض عناصره في الرمادي وسامراء وديالى حتى اليوم، والتي لا تشكل"خطراً كبيراً". وأفاد عدد من سكان مناطق الخضراء والجامعة والعامرية في غرب بغداد ومنطقة الدورة في جنوبها، التي تشهد عمليات متزايدة أن منشورات مجهولة باتت توزع في مناطقهم تحمل بصمات الزرقاوي، إذ يطالب بعضها النساء بارتداء النقاب، مهدداً كل"سافرة"بالقتل. وتزامن ذلك مع موجة اغتيالات طاولت علماء ومثقفين، ودفعت عدداً كيبراً من السكان الى النزوح. وتسيطر جماعات مسلحة بينها"القاعدة"على 90 في المئة من المناطق المحيطة ببغداد، في حين يسعى الزرقاوي إلى السيطرة على 25 في المئة من أحيائها. وفي غضون ذلك، تستعد وزارة الداخلية العراقية لإطلاق عملية لاعتقال الزرقاوي بعدما أكدت تقارير استخباراتية وجوده مع عدد كبير من أنصاره في مناطق جنوببغداد. وكشفت مصادر أمنية مطلعة عن عملية أمنية واسعة بدأت بنشر عناصر الجيش والشرطة والقوات المتعددة الجنسية لمحاصرة مناطق جنوببغداد من الدورة الى"مثلث الموت"اليوسفية والعطيفية والحصوة واللطيفية شمال بابل. وأضافت أن القوات الأميركية أقامت"قواعد تنصت الكترونية"في اللطيفية واليوسفية وجرف الصخر والمحمودية والبوعيثة وهور رجب وأبو دشير التي يعتقد بأن الزرقاوي كان يتنقل بينها خلال الأسابيع الماضية. وأكد اللواء مهدي صبيح ل"الحياة"أن تقارير استخباراتية أكدت وجود الزرقاوي وأهم مساعديه في مناطق جنوببغداد، مشيراً الى أنهم"يتحركون من منطقة الى أخرى". وقال إن زعيم"القاعدة"في العراق يشعر بالفشل لأنه يواجه صعوبة في تجنيد أتباع له، لافتاً الى اصطدامه بانعدام الدعم اللوجيستي من العراقيين اذ باتت غالبيتهم تعارض أهدافه. وشدد على"نجاح"القوات العراقية في إحداث شرخ بين"تنظيم القاعدة الإرهابي"والجماعات العراقية المسلحة التي تضرب القوات الاميركية باعتبارها"قوات احتلال". وكانت تقارير سابقة لفتت الى ظهور تصدعات بين متشددي"القاعدة"والجماعات العراقية المسلحة. وأوضح صبيح أن"الزرقاوي ما زال يتحرك ببعض الحرية، ما يعني أن هناك عراقيين يقدمون المساعدة اليه، للاختباء والعيش والتنقل أو يتغاضون عن وجوده". أما وكيل وزارة الداخلية اللواء أحمد عبد الهادي فأكد ان الزرقاوي يسعى لايجاد قاعدة من المتطرفين عبر تأجيج مشاعر العنف والكره في نفوسهم لاستقطابهم بعد ذلك في عملياته الارهابية في بغداد. وقال ل"الحياة"إن الزرقاوي"نجح في هذه الطريقة في استقطاب عراقيين باسم الدين والجهاد في الأنبار"، لافتاً الى حاجته"الى دعم من المحيط العراقي". وأوضح:"بعدما طردته الجماعات العراقية من الرمادي، انتقل الزرقاوي الى محيط بغداد سواء في الجنوب أو الشمال حيث ينشط المناهضون للحكومة وضباط سابقون في الجيش، مشيراً الى أن"الطرفين أرضية خصبة"لزعيم"القاعدة في بلاد الرافدين". وتوقع ضرب"ما تبقى من القاعدة"في بغداد خصوصاً عبر عملية تكتيكية نوعية دهم واعتقال وتفتيش وتطويق المناطق قد ترتفع إلى مستوى الاشتباكات المسلحة، لكنها لن تصل إلى القصف الجوي بسبب الكثافة السكانية فيها.