رفع مجلس النواب اليمني أمس الحصانة البرلمانية عن النائب يحيى بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم التمرد في محافظة صعدة اليمنية عبد الملك الحوثي، بناء على طلب وزير العدل غازي الأغبري وتوصية اللجنة الدستورية "البرلمانية" بحيث تتمكن النيابة العامة من ملاحقته والتحقيق معه. والنائب الحوثي موجود حالياً في ليبيا التي طلبت منها السلطات اليمنية قبل نحو اسبوعين تسليمه لتورطه في دعم "الأعمال الارهابية" التي يقودها شقيقه في صعدة. وأيد 194 نائباً رفع الحصانة عن الحوثي من بين 220 حضروا الجلسة، فيما عارضه 22 نائبا معظمهم من تكتل المعارضة وامتنع 4 نواب عن التصويت. وأعلن نائب وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري امس ان أجهزة الأمن صادرت وثائق مهمة تكشف من يقف وراء"فتنة صعدة"وارتباطات"الحوثيين"الخارجية وتحدد من يدير ويمول التمرد. واضاف أمام جمع من وجهاء ومشايخ أبناء صعدة ان هناك قوى تريد تصفية حساباتها"الاقليمية"الخاصة على الأرض اليمنية وعلى حساب أمن اليمن واستقراره، مؤكداً ان"القيادات السياسية والعسكرية عازمة على اجتثاث هذه العناصر الارهابية وتطهير البلد منها بعدما استنفدت الخيارات السلمية كافة". من جانبه قال رئيس هيئة الاركان العامة والقوات المسلحة اليمنية اللواء أحمد علي الأشول ان القوات الحكومية"لن تتهاون مع العناصر الارهابية والاجرامية". وقال في المناسبة ذاتها ان"الحوثيين خرجوا عن كل المبادئ الاسلامية السمحاء وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، وكل الأعراف والقوانين والدستور". الى ذلك تمكنت القوات الحكومية في محافظة صعدة من تأمين الطرق التي تربط المحافظة بالمناطق الأخرى، بعدما كانت شبه مغلقة طوال اسبوع، وفرضت اجراءات تفتيش مشددة. وأكدت مصادر متطابقة في صعدة ل"الحياة"ان القوات الحكومية مشطت 33 موقعاً كان"الحوثيون"يتمركزون فيها حول عاصمة المحافظة وينفذون كمائن على قوات ودوريات الجيش والأمن. وأضافت ان أكثر من 500 قتيل وجريح سقطوا من الجانبين منذ اندلاع المواجهات الأخيرة بينهما في معظم مناطق صعدة، وقالت إن معظم هؤلاء من قوات الجيش والأمن وأن 29 مدنياً على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة النيران العشوائية. وأكدت المصادر ان الأوضاع في المحافظة شهدت هدوءاً أمس، باستثناء بعض الطلعات الجوية لطائرات"ميغ 29"التابعة للقوات الجوية التي قصفت عدداً من المواقع الجبلية ل"الحوثيين".