يستضيف فريق الهلال مساء اليوم نظيره الاتحاد على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، ضمن منافسات الجولة ال16 لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، النزال سيكون في قمة المتعة والإثارة، ولن يخلو من فنون اللعبة والأهداف، عطفاً على التنافس الذي يجمعهما والنجوم التي تزدحم بها خطوطهما، كما أن موقف الفريقين في سلم الترتيب يجعل المدربين أكثر حيطة وحذراً، لعدم التعثر في أية محطة مقبلة، ومحاولة جمع أكبر عدد من النقاط، استعداداً لاشتداد الصراع في الجولات المقبلة. الهلال يدخل المواجهة وفي جعبته 35 نقطة، وهدفه الأول الخروج بصدارة الفرق، سعياً للتأهل إلى المباراة الختامية على كأس البطولة مباشرة، وعمل مدربه البرازيلي سيريزو على تجهيز عناصره كما يجب، كون المباراة بمثابة الاختبار الحقيقي والصعب لقدراته الفنية وأحقيته بقيادة الفريق الأزرق، وتزداد مهمة المدرب صعوبة بعد تذبذب أداء الخطوط في الفترة الأخيرة، جراء الغياب المتتالي للاعبين وعدم الثبات على تشكيل واضح في المباريات السابقة، إثر انضمام بعضهم لصفوف المنتخبات وتعرض البعض الآخر لإصابات مختلفة، وأجندة المدرب البرازيلي مليئة بالعناصر المؤثرة في كل المراكز، ولعل القوة الحقيقية تكمن في منطقة الوسط، إذ يتحرك نواف التمياط على اليسار ويتمكن من فتح ثغرات عدة في دفاعات الخصم، تمكن زملاءه من الوصول قرب المرمى، كما هي حال الجهة اليمنى التي ينطلق منها طارق التايب، بينما يتمركز عمر الغامدي وخالد عزيز على المحور، ويتكفل هذا الثنائي بتعطيل أية محاولة للقرب من منطقة الخطر الهلالية، وهذا ما يجعل مهمة مهاجمي الخصم بالغة الصعوبة لإيجاد منفذ للعبور تجاه مرمى محمد الدعيع، ومتى ما اكتملت جاهزية محمد الشلهوب وشارك زملاءه ستكون الغلبة في منطقة المناورة هلالية اللون والشكل، ويعتمد سيريزو في الناحية الهجومية على ياسر القحطاني وسامي الجابر، وإن كانت هناك شكوك حول مشاركة القحطاني، بعد تعرضه للإصابة في إحدى الحصص التدريبية. دكة الاحتياط الزرقاء مزدحمة بالأوراق الرابحة، التي تعطي المدرب فرصة تغيير شكل المباراة الفني متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، إذ يوجد محمد العنبر والبرازيلي الجديد ردريغو وأحمد الصويلح. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الاتحاد المباراة ب26 نقطة، وبطموح التعويض بعد السقوط في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد أمام الغريم التقليدي الأهلي، وكذلك معاقبة الفريق بنقل مباراة الليلة خارج أرضه، بعد التجاوزات التي بدرت من جماهيره في نهائي كأس فيصل، هذه التحديات من شأنها أن تولد الحماسة والتحدي في نفوس اللاعبين، خصوصاً أن الخصم هو الهلال المنافس الأقوى داخل الميدان وخارجه. المدرب البلجيكي يسعى إلى مصالحة الجماهير بتحقيق الفوز مقروناً بالمستوى، لتخفيف حدة غضب محبي"العميد"، الذين تعالت أصواتهم أخيراً مطالبة بإجراء تعديلات على الأصعدة كافة، تضمن عودة روح الفريق، ولجأ ديمتري في الحصص التدريبية الأخيرة إلى فرض السرية، لإبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية، ويعول كثيراً على عودة محمد نور لتنشيط منطقة الوسط والقيام بمهمة صناعة اللعب، إلى جانب سعود كريري وإبراهيم سويد وعبدالله الواكد، ومن المنتظر أن يستعين بالمخضرم حمزة إدريس والبرازيلي الجديد رينالدو أوليفيرا لتهديد مرمى مضيفه، ويبدو خط الدفاع أكثر تماسكاً بوجود الدولي حمد المنتشري وعودة رضا تكر، ويغيب عن الخريطة الاتحادية عدد من الأسماء المهمة، أمثال أحمد الدوخي ومناف أبو شقير والبرازيلي فاغنر والحارس مصطفى ملائكة، بسبب الإيقاف.