بطموحات عالية ومهمة صعبة، يمني الوحداويون النفس ببلوغ المباراة الختامية من خلال محطة الهلال، بعد غياب تجاوز ال30 عاماً، وبذلت إدارة جمال تونسي جهوداً حثيثة لتجهيز اللاعبين لهذا المعترك الصعب بمضاعفة المكافأة إلى 20 ألف ريال في حال تحقيق الفوز في مباراة الرد هذا المساء وخطف المقعد الثاني في نهائي المسابقة، وحتى الجماهير الوحداوية حشدت قواها للوقوف خلف فريقها بعد المستوى الجيد الذي ظهر به في مباراة الذهاب، على رغم الخسارة بثلاثة أهداف لهدفين، ومعظمهم وصف هذه النتيجة بالإيجابية والتي تساعد أبناء مكةالمكرمة على رد الاعتبار، ووضح جلياً إصرار أفراد الفريق الوحداوي هذا الموسم على الوصول إلى منصات التتويج بعد أن فشلوا في ذلك في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد على يد الهلال، والفرصة مواتية لرد الدين وتحقيق الحلم الغالي في حال استمرار العطاء بالروح نفسها في اللقاء السابق، وتفوق التونسي لطفي البنزرتي من النواحي كافة وخلخل خطوط كاندينو بأسلوب فني رائع أشاد به النقاد الرياضيون، إذ فاجأ الجميع بأسلوب هجومي بالاعتماد على عيسى المحياني وعلاء كويكبي وناصر الشمراني ومن خلفهم يتحرك ماجد الهزاني، ما أحدث فراغاً كبيراً في عمق الملعب الهلالي، نفذ منه الوحداويون هجمات عدة حملت الشيء الكثير من الخطورة، وأهدر أفراده فرصاً محققة كانت كفيلة بوضع الفريق على مشارف مجد جديد، وما ميز الفريق"الأحمر"بأسلوبه الهجومي قوة وتماسك خط دفاعه بقيادة سليمان أميدو وكامل الموسى ومن خلفهما الحارس اليقظ عساف القرني، إذاً الأمور الفنية جيدة ومهيأة لتحقيق الحلم الصعب، وكل ما يخشاه عشاق"الفرسان"تواضع خبرة لاعبيهم كون معظم العناصر من الأسماء الشابة التي لم تتعود على مثل هذه المباريات الكبيرة، وهذا ما عانى منه مدربه لطفي البنزرتي، الذي استاء كثيراً من ضياع الفرص السهلة وعلل ذلك بخبرة لاعبيه الضعيفة، إلا أنه توعد الهلاليين في مباراة الليلة، التي ستدخل الوحدة التاريخ من أوسع أبوابه. وعلى الضفة الأخرى، يخشى الهلاليون العنفوان الوحداوي، وأدرك البرازيلي كاندينو صعوبة الخصم ووقف على إمكانات لاعبيه ودوّن الكثير من الملاحظات، واعتبر الشارع الرياضي عموماً والهلالي خصوصاً المباراة السابقة سقطة واضحة لكاندينو، الذي أخطأ باعادته خالد عزيز للظهير الأيمن، في حين فشل سلطان البرقان في مهمته على محور الارتكاز، ولن يتردد المدرب الهلالي في إعادة عزيز لمركزه الطبيعي لسد الثغرة الواضحة في ميدان الأزرق، والتي كانت نقطة ضعف استفاد منها مدرب الوحدة في شن عدد من الغارات الهجومية التي شكلت خطورة بالغة على مرمى الدعيع، ويقف عمر الغامدي ظهيراً أيمن في مباراة الليلة غير القابلة لأنصاف الحلول، فهناك فريق يجب أن يغادر المسابقة والآخر يواصل مشواره نحو اللقب، قوة الأزرق تتمثل بتفوق رباعي الوسط بقيادة صانع اللعب البرازيلي كماتشو ومحمد الشلهوب ونواف التمياط، كما أن مشاركة أحمد الصويلح إلى جوار سامي الجابر واردة منذ بداية المباراة، في حال عدم جاهزية ياسر القحطاني، وفي كلتا الحالتين خط المقدمة سيكون حملاً ثقيلاً على دفاعات أصحاب الضيافة، إضافة إلى وجود أكثر من ورقة رابحة على دكة الاحتياط قد يستعين بها كاندينو متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، فهناك عبدالله الجمعان والبرازيلي جيوفاني، الذي قد تشاهده الجماهير الهلالية من خلال الحصة الأولى، كل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن موقعة الشرائع ستكون حامية الوطيس، ولن تكون هناك اعتبارات لمباراة الذهاب التي تفوق فيها الهلال بثلاثة أهداف لهدفين، ويعاني الفريق"الأزرق"من ارتباك في المنطقة الخلفية بتدني مستوى فهد المفرج وخوف البرازيلي تفاريس من البطاقة التاسعة، وهذا ما يقلق عشاق ومحبي الفريق في مباراة الليلة.