تتجه أنظار الرياضيين السعوديين مساء اليوم صوب استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض، حيث يقام"دربي"الرياض بين الهلال والنصر، في مواجهة من العيار الثقيل والثقيل جداً، في منافسات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ليس في الجولة التاسعة فحسب، بل في كل منافسات الموسم الرياضي، وفي المباراة الثانية يستضيف الاتحاد الاتفاق في موقعة هي الأخرى لن تخلو من الإثارة. الهلال - النصر في أقوى مواجهات الجولة على الإطلاق، وأكثرها إثارة وندية، يلتقي الفريقان في مباراة خاصة جداً، وذات حسابات تتجاوز الظفر بالنقاط الثلاث، والفوز عند جماهير الطرفين بمثابة تحقيق البطولة، ودائماً ما تكون التحضيرات مختلفة، وما يميز مواجهات دربي الوسطى، أن المعطيات التي تسبق صافرة البداية مرفوضة تماماً، ولا تأثير لأي عوامل أخرى، سواء النقص العددي أو وضع الفريقين على سلم الترتيب، كما أن التفرغ للأداء الفني والابتعاد من الألعاب الخشنة والبطاقات الملونة أهم سمات مواجهات الهلال والنصر، وتبدو صفوف الفريقين في مواجهة الليلة مكتملة، وهذا يؤكد أن الجماهير السعودية على موعد مع سهرة كروية ممتعة، لن تخلو من الإثارة والندية وجملة من الأهداف، ودائماً ما تنتظر الجماهير السعودية عامة، وجماهير الناديين خاصة، موعد مواجهة عملاقي الوسطى، المدربان أكملا الاستعدادات والتجهيزات، وبقيت الكلمة الفاصلة لدى اللاعبين، فالمدرب الهلالي البرتغالي بوسيرو فضّل إغلاق التدريبات والاعتماد على السرية، بينما واصل مدرب النصر الأرجنتيني هايبكر تدريباته الاعتيادية تحت أنظار الجماهير الصفراء، ولو استعرضنا مكامن القوة والضعف في كلا الكفتين نجد أن القوة الهلالية، تتمثل في رباعي الوسط محمد الشلهوب صاحب المهارة العالية على الطرف الأيسر ومفتاح معظم الهجمات الزرقاء، ووجود عمر الغامدي وخالد عزيز على محور الارتكاز، وهما قوة ضاربة في منطقة العمليات، ودائما ما تكون لهما الأقوى على منطقة المناورة ويمنحان الفريق الأفضلية الميدانية، ويتحرك البرازيلي ردريغو على اليمين وهو أقل الرباعي عطاء، وفي معظم الأحيان يفضل بوسيرو الاحتفاظ بنواف التمياط كورقة رابحة في الشوط الثاني، كما سيبقي المحترف الليبي طارق التايب إلى جواره على دكة الاحتياط، وتزداد قوة الأزرق عندما تصل الكرة قرب منطقة الخصم، في ظل وجود ياسر القحطاني وأحمد الصويلح، وكلاهما يمثل خطورة بالغة متى ما غفل عنه دفاع الخصم، ولن تكون مهمة الدفاع النصراوي سهلة في التصدي لمثل هذا الثنائي الدولي، ويظل الدفاع الأزرق هو اقل الخطوط عطاء، ولن تكون اجتهادات البرازيلي تفاريس كافية للقيام بكل المهام، وقد يستعين بوسيرو بالمدافع عبدالعزيز الهليل للوجود أمام متوسط الدفاع، على حساب المهاجم أحمد الصويلح، ومتى ما أعطى بوسيرو الضوء للقائد سامي الجابر فسيكون الوضع مختلفاً تماماً للفريق الأزرق. وعلى الطرف الآخر يدخل الفريق النصراوي المباراة بمعنويات مرتفعة، بعد التأهل إلى دور الثمانية بالاستحقاق العربي، ويعيش الفريق الأصفر أفضل أحواله الفنية، ويسعى مدربه الأرجنتيني إلى تأكيد صحوة فريقه، من خلال الأطاحة بالمنافس التقليدي، ولديه عناصر جيدة في جميع المراكز، وإن كان ثنائي المقدمة سعد الحارثي وطلال المشعل هما الأبرز والأخطر، ومتى ما وجدا الإمداد المناسب، ستكون الشباك الهلالية في خطر دائم طوال التسعين دقيقة، ويعتمد هايبكر على الكرات العرضية كثيراً لتهديد مرمى الخصم، وينجح أفراده في تطبيق هذا التكتيك، حيث يشارك ظهيرا الجنب أحمد سعد وسلطان البخيت بفعالية في معظم الهجمات، وإن كان الوضع سيختلف بعض الشيء هذا المساء، كون الخصم الغريم التقليدي، ويعول المدرب النصراوي كثيراً على رباعي الوسط البنمي بلانكو وأحمد الخير وأحمد مبارك وضياء هارون، لفرض الهيمنة على منطقة الوسط، والقيام بالمهام المزدوجة بين الدفاع والهجوم، بينما سيكون البرازيلي دينلسون خارج حسابات هايبكر في الشوط الأول على أقل تقدير، ومهما اختلفت معايير القوة والضعف بين الفريقين إلا أن المواجهة تبقى من العيار الثقيل والثقيل جداً. الاتحاد - الاتفاق يسعى الفريق الاتحادي إلى تعويض جماهيره عن الإخفاق العربي والخروج من البطولات الخارجية كافة، بتحقيق الانتصارات المحلية، والتقدم للمنافسة على الصدارة بكل قوة، اعتباراً من لقاء الليلة، الذي يعتبر اختباراً حقيقياً لنجوم العميد ومدربهم البلجيكي ديمتري، ولن تقبل جماهير الاتحاد بنتيجة غير الفوز، ومستوى يرضي التطلعات، والقائمة الاتحادية مليئة بالأسماء البارزة، التي تمكن أي مدرب من فرض الهيمنة التامة على مساحات المستطيل الأخضر، فمنطقة الوسط عامرة بالأسماء المميزة، حيث يتألق مناف أبو شقير وسعود كريري، وإبراهيم سويد ومحمد أمين، ويتقدم الأخير في معظم الأحيان للوقوف إلى جانب ثنائي المقدمة الغاني الحسن كيتا والمكسيكي بورغتي، ومتى ما تحرك كيتا وكان في قمة حضوره الذهني فسيشكل وحده قوة هجومية ضاربة، من الصعب التصدي لها دائماً في الطرق المشروعة، وبات أهم العناصر على الخريطة الاتحادية، على عكس المكسيكي بورغتي الذي تحوم الشكوك حول استمراريته في بقية منافسات الدوري. أما الفريق الاتفاقي فصحح مساره الفني بعد أن تسلم مهمة الإشراف الفني التونسي عمار السويح، ومباراة الليلة صعبة جداً في حسابات السويح، وهو يدرك تماماً قوة خصمه، وكوكبة النجوم التي تزين صفوفه، ولن يجازف في فتح اللعب ومجاراة الاتحاديين، ولن يجد خياراً أفضل من أحكام إغلاق المناطق الخلفية، والبحث عن الوصول إلى شباك فيصل المرقب من خلال الكرات المرتدة، التي يجيد تنفيذها المهاجمين صالح بشير والمغربي خالد السويهلي، وسط مساندة فاعلة من عبدالرحمن القحطاني وإبراهيم المغنم، كما أن راشد الرهيب ووليد الرجاء لهما حضور جيد في حال ارتداد الهجمة الاتفاقية.