سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإرهاب يستبق ذكرى الحريري اليوم ... و "14 آذار" تطالب بمعاقبة دمشق . قتلى وجرحى في تفجير حافلتين مدنيتين . السنيورة : قتلة الحريري وراء الجريمة الجديدة
استبقت يد الإرهاب إحياء الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري اليوم في ساحة الشهداء، بتفجير حافلتين مدنيتين، ما أدى الى مقتل 3 اشخاص بينهم مصري، وسقوط 23 جريحاً، إصابات بعضهم بليغة، إذ تقطّعت أطرافهم السفلى. وحمّلت قوى 14 آذار"النظام السوري المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة"، واتهمته ب"التهويل على اللبنانيين لإفشال إحياء ذكرى 14 شباط فبراير اليوم"، وطالبت ب"فرض عقوبات على أركان النظام". وذُهل اللبنانيون لهذا الاستهداف الجديد الأول من نوعه للأبرياء في وضح النهار، إذ انفجرت عبوتان دسَهما القتلة داخل الحافلتين، بفارق دقائق قبيل التاسعة صباحاً على طريق بكفيا - عين علق في منطقة المتن الشمالي، علماً ان التفجيرات السابقة التي طاولت مناطق مسيحية عام 2005 إثر اغتيال الحريري، ضربت أهدافاً مدنية ولكن خلال الليل، وجاءت الإصابات بالأرواح جراءها قليلة. وفيما كانت السلطات اللبنانية تلقت تحذيرات من بعض الدول العربية، من احتمال حصول تفجيرات أمنية، توزعت التقديرات حول أغراض الذين يقفون وراء تفجيري امس بين تخويف المواطنين من ركوب الحافلات التي ستنقلهم اليوم من المناطق الى ساحة الشهداء، حيث التجمع الشعبي الحاشد في ذكرى الحريري والذي دعت اليه قوى 14 آذار، وبين الرد على اعادة التواصل بين أطراف في الأكثرية وأخرى في المعارضة، من اجل البحث في مخارج للأزمة السياسية المستمرة. وسألت أوساط مراقبة عما اذا كانت في الأمر رسالة الى نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ووالده النائب ميشال المر، بسبب رفض الاول الاستقالة من الحكومة، خصوصاً ان الحافلتين من نوع ميني باص انطلقتا من مسقطهما بلدة بتغرين، وأقلتا معظم الركاب الذاهبين الى وظائفهم منها، ثم على الطريق الى منطقة الدورة الساحلية. وبعث رئيس الحكومة فؤاد السنيورة برسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طالبه فيها بدعم تقني من اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، في التحقيقات في انفجاري عين علق، حيث تولت الاجهزة القضائية اللبنانية وقوى الجيش والأمن مسح المكان. مجلس الأمن المركزي وعقد مجلس الأمن المركزي اجتماعاً استثنائياً رأسه السنيورة وحضره وزير الداخلية حسن السبع والنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وقادة الأجهزة الامنية. وأوضح السبع بعد الاجتماع أن"البحث ركز على كيفية حصول التفجيرين"، وقال:"ما لفت النظر بالنسبة الى الخبراء ان العبوتين موضوعتان في داخل الحافلتين، إحداهما على المقعد الأخير لاحداهما والثانية فوق اطار الحافلة الثانية، وضعتا هكذا ولم يتأثر زفت الطريق من انفجارهما". وأضاف ان شخصاً صعد الى احدى الحافلتين في يده حقيبة، وعندما ترجل منها كانت في يده حقيبة لكن البحث يركز على معرفة هل وضع شيئاً ثم ترجل، وهناك سيدة صعدت الى حافلة لكن السائق لا يتذكر ان كان في يدها شيء، والتحقيق لا يزال مستمراً. وإذ أجمعت القيادات السياسية في المعارضة والموالاة على إدانة الجريمة، محذرة من الفتنة، رأى رئيس الجمهورية إميل لحود انها تستهدف المساعي للتوافق بين اللبنانيين والتي حققت تقدماً في الساعات الماضية. وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان"الجريمة تأتي في وقت نحاول التأهب للدخول في حال من التفاهمات وإعادة بناء الثقة". وقال زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري ان"استهداف الأبرياء يدل الى ان المجرمين وصلوا الى الإفلاس السياسي ولا يعرفون سوى منطق القتل والارهاب". ورأى في ما حصل دليلاً على ان المحكمة ذات الطابع الدولي"حاجة لبنانية لحماية المواطنين من الارهاب وليست سياسية لحماية السياسيين من مسلسل الاغتيالات"، معتبراً ان"من المهم ان تمر المحكمة الآن حتى لا تُقَر لاحقاً وفق الفصل السابع". وأكد ان احياء الذكرى الثانية لاستشهاد رفيق الحريري اليوم مناسبة ليؤكدوا تمسكهم بالحقيقة والمحكمة. وصدر بيان عن كتلة"المستقبل"النيابية حول التفجيرين اكد ان"هذه الاساليب لن ترهب اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً"، لافتاً الى ان"ما حصل رسالة دموية الى كل المخلصين في مساعدة لبنان لاستنباط الحلول للأزمة الراهنة التي افتعلها النظام الارهابي الذي اغتال الرئيس الحريري". وأكد الرئيس السابق امين الجميل ان هذه الرسائل"لن تخيفنا"وشدد على التمسك بالمحكمة الدولية. وقال النائب ميشال المر ان التفجيرات"ليست موجهة الى المعارضة او الموالاة بل الى الشعب اللبناني"، داعياً الى"حكومة وحدة وطنية ومصالحات، وكفى مهاترات". وسأل النائب في"حزب الله"حسين الحاج حسن اذا كانت"الجريمة النكراء مصادفة في اليوم التالي للتصريح المليء بالنفاق للسفير الاميركي جيفري فيلتمان بلغة التحريض بين اللبنانيين"هاجم سورية أول من أمس وانتقد"افتعال"حرب تموز. شيراك وابو الغيط وأبرق الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الرئيس السنيورة معزياً بالضحايا ومستنكراً الجريمة، واتصل بالبطريرك الماروني نصر الله صفير. ودان وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال تارتشيتسيو بيرتوني بشدة"الاعتداء الخطير المعادي للمسيحيين"في لبنان. وأفادت وكالة الانباء الايطالية ان بيرتوني دعا الى"رفع الصلوات من اجل لبنان الذي شهد اعتداء خطيراً معادياً للمسيحيين". ودان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الجريمة ب"أقوى عبارات الإدانة في وقت تسعى الجامعة العربية وجميع محبي لبنان الى ايجاد الحلول والتسويات المناسبة للأزمة السياسية في هذا البلد العزيز، وفي منطقة باتت التوترات الأمنية تعطل فيها العيش الآمن، والرفاهية التي تسعى اليها الشعوب". الى ذلك، تواصلت أمس التحضيرات للحشد الشعبي لقوى 14 آذار اليوم في ساحة الشهداء، حيث ضريح الشهيد رفيق الحريري، وعلى مقربة من الساحة التي يعتصم فيها مناصرو المعارضة. "عرقنة" وحمّلت قوى 14 آذار بعد اجتماع عقده أركانها في"بيت الكتائب"مساء أمس،"النظام السوري المسؤولية الكاملة عن الجريمة النكراء"المتمثلة بتفجير الباصين، متهمة إياه"ليس بالتهويل على لبنان واللبنانيين لإفشال ذكرى 14 شباط فحسب، بل كذلك محاولة عرقنة لبنان وتدمير أمنه واستقراره تنفيذاً لتهديدات هذا النظام بإحراقه، وهدف إسقاط المحكمة الدولية". وطالبت في بيان تلاه بعد الاجتماع النائب السابق فارس سعيد"الجامعة العربية ومجلس الأمن والمجتمعين العربي والدولي بتحمل مسؤولياتها لرفع عدوان النظام السوري عن لبنان عبر: فرض عقوبات على أركان هذا النظام تتلاءم وحجم الجرائم المتمادية بحق الشعب اللبناني، عبر الاغتيالات والتفجيرات واستهداف الابرياء، وضبط الحدود اللبنانية - السورية عبر إرسال قوات دولية لوقف تدفق السلاح الى المجموعات التخريبية المرتبطة مباشرة بهذا النظام، والساعية الى ضرب الاستقرار". ووجهت قوى 14 آذار دعوة الى"القوى ذات التمثيل الشعبي في تحالف 8 آذار لتحمل مسؤولياتها، واتخاذ موقف واضح وصريح من محاولات النظام السوري عرقنة لبنان التي لن تستثني أحداً من آثارها المدمرة، وتغليب اعتبارات حماية الاستقرار الداخلي على أي اعتبارات تحالف خارجي، بالتالي الموافقة الفورية على تشكيل المحكمة الدولية عبر الأطر الدستورية المحلية، ووقف كل تحركات التعطيل السلبية والعودة الى طاولة الحوار والتفاهم الوطني". وطالبت الحكومة ب"ضم الجريمة أمس الى ملف التحقيق الدولي"، واللجنة الدولية ب "وضع يدها على هذه الجريمة إضافة الى مطالبة الأجهزة الأمنية والقضائية بتكثيف جهودها لكشف الأدوات المنفذة لهذه الجرائم، وضبط الأمن وفق عدم التوقف عند أي حصانات أو حمايات لأي جهة، لأن الأمن الوطني لا يحتمل المسايرة مع أي جهة تحت أي عنوان". رسالة السنيورة ووجه السنيورة ليلاً رسالة مؤثرة الى اللبنانيين عشية الذكرى معتبراً انها"تأتي والعنف المجرم يضرب مجدداً المدنيين الأبرياء في محاولة لتخريب لبنان وإرهاب اللبنانيين. وتزداد جراح اللبنانيين التي لم تلتئم جرحاً آخر وتأتي الذكرى والبلد في أزمة أحد اسبابها المهمة العقبات التي اقيمت ولا تزال في وجه وصول التحقيق الدولي لكشف المجرمين بما في ذلك الحواجز التي توضع في وجه إنشاء محكمة ذات طابع دولي". وذكّر بقول الرئيس الحريري إثر اعتذاره عن تشكيل الحكومة:"دعونا نتجاوز الصغائر لكي يبقى لبنان، مش مهم مين بيبقى ومين بيروح، المهم يبقى البلد". وأضاف:"بيد ان مرتكبي الكبائر، اغتالوا الرئيس الحريري ورفاقه، وتابعوا المسلسل الاجرامي والتخريبي والذي كانت آخر حلقاته قتل النائب والوزير الشاب بيار الجميل، والجريمة المرتكبة اليوم في منطقة المتن والتي سقط بنتيجتها عدد من الشهداء والجرحى الابرياء. لن نرتعب ولن نخاف، وسنلاحق المجرمين والارهابيين ونتصدى لهم بالشجاعة والتحدي والإقدام. ولن نتراجع في سعينا الى العدالة، والإصرار على كشف القتلة ومحاكمتهم وردع المجرمين. وسنظل مصرين على ذلك بقدر اصرارنا على وحدة وطننا، وبقائه، وحريته، وازدهاره لتكون لنا حياة وتكون حياة افضل. وتابع:"في الذكرى الثانية لاستشهادك أذكر قولك بعد مؤتمر الطائف:"إن المطلوب إنهاء الصراع على لبنان عبر ثلاث خطوات: الإجماع على هوية لبنان وانتمائه العربي، وهذه خطوة تمت في الطائف، وثبتت في الدستور، والخطوة الثانية: إعادة لبنان الى الخريطة السياسية العربية والدولية، والخطوة الثالثة: الإعمار والنهوض الاقتصادي، وبناء النظام السياسي المتطور، بما يحول دون الانقسام، ودون الاستتباع او سياسات المحاور". مجلس الامن وفي نيويورك الحياة، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون ما وصفه بان بأنه"هجوم ارهابي جبان ضد المدنيين الأبرياء"في لبنان، وقال ان"الأممالمتحدة ترفض بشدة محاولات تحقيق أهداف سياسية عبر العنف وقتل المدنيين الأبرياء". وأكدت الناطقة بإسمه ميشال مونتاس ان"الأمين العام يشدد على أنه يجب وضع حد نهائي للافلات من العقوبة والحصانة"وهو"يناشد جميع اللبنانيين الحفاظ على الوحدة الوطنية ليواجهوا مثل هذه المحاولات لتقويض استقرار البلاد". وأشار بان الى ان"الجريمة تأتي قبل يوم من الذكرى الثانية للهجوم الذي أودى بحياة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ومن رفاقه، وسبقتها سلسلة من الاغتيالات والأعمال الارهابية في لبنان". وعمل مجلس الأمن نحو اصدار موقف رسمي جماعي في بيان سعت فرنسا لإقناع مجلس الأمن باصداره وانعقدت مشاورات للاتفاق على نص. غير ان جميع الاعضاء دانوا الجريمة في خطبهم أمام المجلس في جلسة علنية أمس للاستماع الى احاطة حول الشرق الأوسط.