تكثفت التحضيرات لإحياء الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في 14 الجاري، خصوصاً بعدما دعت قوى 14 آذار امس، اللبنانيين الى احياء المناسبة في ساحة الشهداء بالقرب من ضريح الحريري، وعلى بعد امتار من الاعتصام المفتوح الذي تنفذه المعارضة منذ 70 يوماً. واذ رفعت على الطرق الرئيسة في بيروت وعلى مداخلها وفي المناطق ملصقات على اللوحات الاعلانية تحمل صور الرئيس الحريري والنائب باسل فليحان وصور الشهداء الآخرين الذين اغتيلوا تباعاً، اعلنت جمعية شباب"المستقبل"انها ستزين في الرابعة والنصف بعد ظهر غد الأحد ساحة الحرية الشهداء"تحضيراً لاستقبال ابنائها يوم 14 الجاري لإحياء الذكرى". وتنهمك في هذه الاثناء الأجهزة الأمنية في وضع"الرتوش"الأخيرة على المسالك التي سيعتمدها المشاركون في احياء الذكرى بعيداً من أي احتكاك مع المعتصمين من المعارضة. ووزعت عند ابواب المساجد في بيروت والمناطق عقب صلاة الجمعة بيانات تدعو الى المشاركة في"المهرجان الجماهيري الحاشد"في ساحة الشهداء اعتباراً من العاشرة صباح 14 الجاري. وكانت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار عقدت اجتماعاً في قريطم، وأصدرت بياناً جاء فيه:"سنتان على استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. سنتان على جريمة أودت برجل الوطن وفجرت انتفاضة السيادة والاستقلال والديموقراطية. سنتان على فصل من فصول نضال الشعب اللبناني لرفع الهيمنة والخلاص من الوصاية واستعادة النظام الديموقراطي. سنتان، سقط خلالها شهداء من خيرة رجالات الوطن ودفع فيها الشعب أغلى التضحيات ودافع عن انجازه بدماء الشهداء والصوت الحر وكلمة الحق. سنتان، والحقيقة التي كانت من الأساس جلية في وعي اللبنانيين، تتعرض لحملات لإسقاطها، والمحكمة الدولية لا تزال تتعرض لمحاولات اجهاضها من الداخل والخارج حماية للقتلة ومزيداً من الإهانة لجميع الشهداء من رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وصولاً الى بيار الجميل والشهداء الأحياء من مروان حماده والياس المر ومي شدياق". وأضافت اللجنة في بيانها:"سنتان، والقتلة يسرحون ويمرحون ويجهدون لإعادة لبنان الى قبضة الوصاية وقيد الهيمنة. والاغتيال السياسي لا يزال بالنسبة الى البعض وسيلة حكم لا يتورع عن استخدامها والشعب اللبناني تحت مقصلة القتلة من دون محاسبة او عقاب. والحكم الاستقلالي في لبنان يتعرض لهجمة تلو الاخرى لإسقاطه والانقلاب عليه". وأكد البيان ان"على رغم قساوة السنتين لم ولن نيأس، وعلى رغم التضحيات، لم ولن نتراجع". واعلن"ان قوى 14 آذار التي تعتبر نفسها امينة على مسيرة القائد الشهيد، ووفية لمبادئه وقيمه وكل المثل الوطنية والقومية التي آمن بها واستشهد من اجلها، تدعو اللبنانيين الذين احبوا رفيق الحريري الى احياء ذكراه الثانية والتلاقي جموعاً حاشدة في بيروت العاصمة في يوم استشهاده"، مشددة على ان 14 شباط، يوم الوفاء للحقيقة، يوم رفيق الحريري، يوم السيادة والحرية والاستقلال، يوم التمسك بثوابت انتفاضة الأرز، يوم تجديد الثقة بلبنان العربي، السيد، الحر المستقل، يوم للحياة لا للموت، يوم للوحدة الوطنية لا للفرقة، يوم للديموقراطية لا للفتنة". وشددت اللجنة على ان"في 14 شباط، نكون معاً في ساحة الحرية، ساحة الشهداء، ساحة الحقيقة، ساحة رفيق الحريري وشهداء انتفاضة الاستقلال وليكن يوم الرابع عشر من شباط يوم لبنان الواحد، يوم رفيق الحريري". من جهته، أوضح وزير التنمية الإدارية جان أوغاسابيان في حديث إلى إذاعة"صوت لبنان"أن استحقاق 14 شباط هو"ذكرى وطنية لكل اللبنانيين. لبنان كله خسر الرئيس الشهيد رفيق الحريري والكل معني بهذه القضية. نتمنى أن تجمع الذكرى اللبنانيين حول لبنان الموحد، ومن الواضح أن المعارضة تتعاطى إيجابا مع المسألة". ودعا الى"ان نحتفل بهذه الذكرى سوياً آملين بأن تكون مدخلاً للتفاهم بين اللبنانيين ولحل الخلافات".