سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساعد وزير الدفاع السابق سعى الى ربط نظام صدام مع "القاعدة" و "مجلس العلاقات الخارجية" يدعو الى الانسحاب من العراق . "البنتاغون" يتهم "استخبارات فيث" بتقديم معلومات "مغلوطة" لتبرير الغزو
كشف تحقيق لوزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان نشاطات الاستخبارات في عهد مساعد وزير الدفاع السابق دوغلاس فيث، احد مهندسي الحرب على العراق، كانت "غير مناسبة"، واتهم بتقديم معلومات "مغلوطة" توحي بوجود صلة بين نظام الرئيس الراحل صدام حسين وتنظيم "القاعدة" استخدمت لدعم مبررات ادارة الرئيس جورج بوش لغزو العراق. وفتح التحقيق، الذي نشر مقاطع من نتائجه السناتور الديموقراطي كارل ليفين أمس، بطلب من الكونغرس الذي يريد ان يعرف ما اذا كان"مكتب الخطط الخاصة"باشراف فيث قام بين ايلول سبتمبر 2002 وحزيران يونيو 2003 بعمليات استخباراتية"غير مأذون بها وغير شرعية او غير ملائمة". وكشف التحقيق الذي اجراه المفتش العام للوزارة ان"استخبارات مساعد وزير الدفاع المكلف المسائل السياسية قامت بتطوير وانتاج وتوزيع تحليلات للاستخبارات حول العراق والعلاقات مع تنظيم القاعدة، تتعارض مع رأي وكالات الاستخبارات"، مشيراً الى ان استخبارات فيث"كانت عازمة سلفا على ايجاد علاقة ملموسة بين العراق والقاعدة ... تتفق أكثر مع وجهات النظر السياسية لكبار المسؤولين في الادارة". وقال ليفين في بيان ان"هذه الاساليب دعمت قضية ادارة بوش المضللة لشن حرب على العراق. وأدلى كبار المسؤولين في الادارة، بينهم نائب الرئيس ديك تشيني، بتصريحات عدة تعكس الآراء الواردة في تحليلات فيث البديلة والتي كانت تتعارض مع تحليلات وأحكام المجتمع المخابراتي". وقال ليفين، الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان التقرير توصل ايضاً الى ان"هذه النشاطات"غير المناسبة"سمح بها وزير الدفاع"حينذاك دونالد رامسفيلد"او مساعده"بول وولفوفيتز. وقال السناتور جون روكفلر ان"المفتش العام خلص الى ان مكتب فيث انخرط في انشطة مخابراتية. ولم تخطر لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ قط بهذه الانشطة، التي سواء جرت بتفويض ام لا لكن يبدو انها جرت بشكل غير قانوني". وقال مسؤولان بوزارة الدفاع الاميركية ان التقرير خلص أيضاً الى ان مكتب فيث لم يفعل شيئاً غير مشروع لكن بعض انشطته كانت"غير ملائمة". وكان ليفين، الذي ينتقد بشدة دور فيث، نشر في تشرين الاول اكتوبر 2004 تقريرا اتهم فيه مكتب فيث بالتلاعب بالمعلومات للايحاء بوجود علاقة بين تنظيم"القاعدة"والرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وغادر فيث منصبه في وزارة الدفاع في 2005 ويدرس حاليا في جامعة جورج واشنطن في واشنطن. في غضون ذلك، دعا مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن في تقرير اصدره أمس الى انسحاب الجيش الاميركي من العراق قبل نهاية العام 2008 مهما كانت نتيجة قرار ارسال المزيد من الجنود الى هذا البلد. واعتبر المعهد ان النصر العسكري مستحيل في العراق، منتقدا السياسة الاميركية المتبعة ووصفها بأنها سياسة"هواة". وقال واضع التقرير ستيفن سايمون"حان الوقت للاقرار بأنه يجب على الولاياتالمتحدة ان تعيد النظر بشكل كامل حيال التزاماتها في العراق". واضاف:"يجب على واشنطن افهام الحكومة العراقية بوضوح، ما ان تبدأ نتيجة عملية الانتشار الجديدة بالظهور، بوجوب بدء مفاوضات بين الطرفين حول انسحاب عسكري للولايات المتحدة". وتلحظ الاستراتيجية الاميركية الجديدة ارسال 21500 عسكري اضافي الى العراق حيث سيصبح العدد الكلي في ايار مايو المقبل بحدود 150 الف عسكري. وتابع التقرير ان"بعض الكوارث لا يمكن اصلاحها"مشيرا الى ضرورة الانسحاب قبل نهاية العام 2008. وقال ان"الاجتياح الاميركي اغرق البلاد في حرب اهلية ادت الى مقتل عشرات الالاف من المدنيين وتدمير البنى التحتية الضعيفة اصلا واعمال عنف مذهبية الطابع". واعتبر ان"الولاياتالمتحدة تفتقر الى الوسائل العسكرية والدعم المحلي والدولي للسيطرة على الاوضاع". الى ذلك، رفع"منتدى اشبيلية الاجتماعي"وهي جمعية اسبانية غير حكومية، شكوى ضد وزير الدفاع الاميركي السابق امام محكمة اشبيلية جنوباسبانيا بتهمة ارتكاب"جرائم ضد الانسانية"لاتخاذه"قرار شن الحرب على العراق". وتتزامن هذه الشكوى مع انعقاد اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الدول الاعضاء في منظمة حلف شمال الاطلسي في اشبيلية بحضور وزير الدفاع الاميركي الحالي روبرت غيتس. وفي واشنطن، وافق مجلس الشيوخ الاميركي نهائيا الخميس على تعيين القائد السابق للقوات المتعددة الجنسية في العراق الجنرال جون كايسي قائد اركان للقوات البرية على رغم وجود خلافات حول مسؤوليته في الفوضى الحالية في العراق.