صرح جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي، خلال شهادته أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ، انه كان يتدخل سراً لاصلاح البيانات التي كان يعتزم نائب الرئيس الاميركي دك تشيني و"آخرون" طرحها في شأن العراق، وكان تينيت يرى أنها "بيانات ليست صحيحة". وأعلن انه مستعد لتكرار ذلك. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تينيت قوله: "عندما اعتقد أن أحداً يسيء فهم المعلومات الاستخباراتية، أقول شيئاً بهذا الشأن"، مشيراً إلى أنه عدّل "بيانات ألقاها تشيني في مناسبات سابقة". وأعطى انطباعاً بأن الأمر تكرر. وأشارت الصحيفة الى ان تينيت ساق ثلاث مناسبات عدّل فيها بيانات علنية للرئيس جورج بوش او نائبه، وتسببت تعليقاته خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، في إثارة الديموقراطيين تساؤلات حادة، إذ انتقدوه وانتقدوا البيت الابيض في شأن أداء أجهزة الاستخبارات قبل الحرب على العراق. وجاء في تقرير للصحيفة أن تينيت أصر على انه "أدى واجبه بأمانة وحياد كمستشار أعلى للاستخبارات". وعبّر في الوقت ذاته عن اعتقاده بأن "الادارة لم تشوه الحقائق لتبرير ذهابها للحرب". وذكر تينيت إنه كان يعتزم لفت نظر تشيني الى آخر بيان "غير صحيح"، أورده خلال مقابلة في 9 كانون الثاني يناير، واستند فيه إلى مذكرة مثيرة للجدل أرسلها نائب وزير الدفاع لشؤون السياسة دوغلاس فيث الى نائب مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ومدير مكتب تشيني في شأن وجود "علاقة بين تنظيم القاعدة والعراق". وأكد تينيت ان المذكرة "ليست أفضل مصدر للمعلومات"، وان اجهزة الاستخبارات "لم تدعم أبداً ما صوّر على أنه دليل شامل على تعاون بين حكومة صدام حسين والقاعدة"، بل اعترضت على المذكرة. وأقرّ مدير "سي آي اي" في رده على اسئلة السناتور الديموقراطي كارل ليفين بأنه لم يكن يعرف الى ما قبل بضعة اسابيع ان وحدة تحليل استخباراتية خاصة في البنتاغون زودت البيت الابيض معلومات عن صلات بين العراق و"القاعدة". وقال: "اعتقد انني عرفت بذلك للمرة الأولى في جلسة استماع أمام احدى لجان الكونغرس الاسبوع الماضي". وكتبت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" امس ان الوحدة الخاصة في البنتاغون انشأها دوغلاس فيث في اعقاب اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، وضمت الوحدة، كما يقول، بضعة محللين استخباراتيين وشكّلت للتدقيق في "رعاية دول للارهاب"، لكنها تعرف في شكل اساسي بجهودها لجمع أدلة تربط العراق ب"القاعدة". وحلّت هذه الوحدة قبل الحرب، لكنها لا تزال تخضع للتدقيق بسبب مهمتها ودورها المثير للجدل. الى ذلك، أشار تينيت إلى أنه صحّح معلومات للادارة الاميركية تضمنها خطاب حال الاتحاد في كانون الثاني 2002. وقال إنه اعترض على تضمين بوش تقريراً موضع خلاف في اجهزة الاستخبارات عن سعي العراق الى الحصول على يورانيوم من افريقيا. كما صحح ما جاء في مقابلة إذاعية على لسان تشيني في 22 حزيران يونيو الماضي، كشف فيها العثور على مقطورة بالعراق "تحتوي أسلحة بيولوجية" وساق الأمر دليلاً على أن العراق كان لديه بالفعل برنامج أسلحة دمار شامل. وشدد تينيت على أن الأمر "كان محور جدل في الاستخبارات الاميركية"، موضحاً أنه قال لتشيني إن هذا الرأي "لا يحظى بإجماع خبراء الاستخبارات". كما اعتبر رداً على سؤال ان احتمالات اندلاع حرب أهلية في العراق قبل نقل السلطة "ضعيفة".