استغرب الوزراء العرب المشاركون في "منتدى حوار المنامة الأمني" في البحرين، "المعايير المزدوجة" التي تتعامل بها الولاياتالمتحدة مع القدرات النووية الايرانية والاسرائيلية. ولفتهم إستنكار وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس"سياسة زعزعة الاستقرار"التي تمارسها ايران والتهديد الذي تشكله بالنسبة الى الولاياتالمتحدة ودول الخليج، ودفاعه عن برنامج اسرائيل النووي قائلاً:"انها لا تريد تدمير جيرانها وهي لا تهدد استقرار دول المنطقة ولا تدعم الارهاب". راجع ص 2 وفي المنتدى الذي نظمه معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن وقاطعته طهران، تمنى غيتس على دول الخليج انشاء"مظلة"مضادة للصواريخ و"نظام للإنذار المبكر"وحض على"جهود متعددة الاطراف لتطوير انظمة اقليمية للدفاع الصاروخي تشكل مظلة حماية ودفاع"في المنطقة، في مواجهة التهديد الايراني. واتهم الوزير الاميركي ايران"بتمويل ميليشات في العراق وتدريبها"و"نشر الاسلحة والتقنيات القاتلة في العراق وافغانستان"، و"بدعم منظمات ارهابية كحزب الله وحركة حماس"، في لبنان والاراضي الفلسطينية، و"بتطوير صواريخ بالستية ليست مفيدة بشكل خاص الا عند تزويدها بأسلحة دمار شامل". وكرر غيتس ما قاله الرئيس جورج بوش عن ان الخطر الايراني لا يزال قائماً وان مواصلة الضغوط على طهران لضمان عدم تصنيعها سلاحاً نووياً ما زالت ضرورية. وقال:"ينبغي ان يُشغل هذا الموضوع بال كل حكومة في العالم". وحض دول الخليج على العمل معاً لتحسين امن المنطقة، ورأى ان هذا التعاون"ضرورة مطلقة". ورفض الوزير الاميركي إتهام الولاياتالمتحدة بانها"تكيل بمكيالين"في ما يتعلق بالقضية النووية بمساندة اسرائيل مع مطالبة ايران في الوقت نفسه بالتخلي عن أنشطتها لتخصيب اليورانيوم التي تقول طهران ان أهدافها"سلمية". وقال:"اسرائيل لا تدرب ارهابيين لتدمير جيرانها... ولم تشحن أسلحة الى مكان مثل العراق لقتل آلاف المدنيين الابرياء سراً، ولم تهدد بتدمير أي من جيرانها ولا تحاول زعزعة استقرار حكومة لبنان". واضاف:"أعتقد بان هناك اختلافاً واضحاً في ما يتعلق بتاريخ وتصرفات الحكومتين الايرانية والاسرائيلية". وقبل عام أغضب غيتس الاسرائيليين أثناء الادلاء بشهادته أمام الكونغرس عندما ضم اسرائيل الى قائمة الدول التي تملك أسلحة نووية والمحيطة بإيران لتفسير السبب الذي ربما دفع طهران الى السعي لامتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية. ولم يناقش هذا الامر علناً منذ ذلك الوقت. في طهران، أعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أمس ان بلاده لا تسعى الى المغامرات. ووصف، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية"ارنا"، توجهات طهران في الموضوع النووي ب"المنطقية وموقفها واضح وشفاف جداً". ووجهت طهران رسالة الى واشنطن عبر السفارة السويسرية تحتج فيها على"التجسس الأميركي على الأنشطة النووية الإيرانية". وأعلن متقي إن بلاده مستعدة لمساعدة الولاياتالمتحدة فيما لو اتخذ"عقلاء أميركا"قراراً مدروساً وحكيماً، لافتاً الى أن تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية سي أي إي حول برنامج طهران النووي"أوجد توجهاً يتطابق مع الوقائع وتصحيح السياسات". وقال:"نحن نعتقد بأن البلدان المعنية بملف إيران النووي توصلت لهذه القناعة بوجود أجواء إيجابية ينبغي استثمارها. وكشف التقرير الأخير لجهاز الاستخبارات الأميركية 70 في المئة من الحقائق حول نشاطات إيران النووية السلمية".