طالب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الدول العربية بمساعدة العراق منعا لما سماه استفراد إيران به وضمه إلى ساحة نفوذها الإقليمية مع ممارسة المزيد من الضغوط على طهران لوقف برنامجها النووي، مؤكدا أن نظرة الإدارة الأميركية المقبلة للمنطقة لن تتغير عن سابقتها. وجاءت تصريحات الوزير غيتس في خطاب ألقاه السبت في مؤتمر خاص بالأمن الإقليمي تستضيفه العاصمة البحرينية تحت إشراف وتنظيم المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن. وركز غيتس على ضرورة أن تعمل الدول العربية على مساعدة العراق في تحقيق الأمن والاستقرار عبر دعم حكومته وإقامة علاقات دبلوماسية شاملة وشطب الديون التي تعود لعهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واعتبر أن هذا الدعم من شأنه أن يعيد العراق كي يلعب دورا إيجابيا في الإطار الإقليمي وأن على الجميع (واجباً في محاربة الإرهاب عبر تعزيز الجهود لضبط الحدود وخاصة بالنسبة للدول التي لم ترتق بعد إلى تعهداتها بتشديد مراقبتها على معابرها الحدودية مع العراق). وحث غيتس الدول العربية على إقامة علاقات دبلوماسية مع العراق (وضمه إلى مجلس التعاون الخليجي وعدم تركه وحيدا لمواجهة النفوذ الإيراني) مشيرا إلى أن طهران تسعى لممارسة هذا الدور وتحاول التأثير على مواقف وسياسات الحكومة العراقية. وشدد الوزير الأميركي على أن أمن منطقة أمن الخليج كان وسيبقى ركنا أساسيا في لائحة الاهتمامات الإستراتيجية الأميركية، لافتا النظر إلى أنه نقل من الرئيس الأميركي المنتخب أوباما رسالة تؤكد هذا التوجه إلى زعماء المنطقة. وأضاف في رد على أحد الأسئلة أن إيران لم تكن (جارا طيبا للعراق) أو للمنطقة بشكل عام عبر محاولاتها للتدخل وزعزعة الأمن الإقليمي عبر دعم (المنظمات الإرهابية مثل حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان). كما دعا غيتس دول الخليج لفرض عقوبات على إيران تماشيا مع قرارات الأممالمتحدة الرامية لمنع طهران من تطوير برنامجها النووي، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية المقبلة لا يخالطها أي شك بحقيقة النوايا الإيرانية. وفي معرض رده على سؤال بخصوص الملف النووي الإيراني، قال المسؤول الأميركي إن الولاياتالمتحدة لا تسعى لتغيير النظام في طهران وإنما لإجباره على تغيير سلوكه عبر المزيد من الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية.