أنهت معظم البورصات العالمية السنة على تراجع، متأثرة بأزمة القروض العقارية الأميركية المتوقع ان تستمر تفاعلاتها السلبية في عام 2008، وبالحدث الأليم الذي هز باكستان والعالم، وهو اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو، اول من أمس. وفتحت الأسهم الأوروبية أمس على انخفاض، للمرة الاولى في خمس جلسات تداول، مع انخفاض الاسهم المصرفية بفعل تجدد المخاوف في شأن أزمة الائتمان العالمية. وانخفض مؤشر"يوروفرست 300"الرئيسي لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 0.5 في المئة الى 1501.57 نقطة. ومنذ بداية العام ارتفع المؤشر بنسبة 1.4 في المئة فقط، ليسجل أسوأ أداء سنوي منذ 2002. وانخفض سهم مجموعة"اتش اس بي سي"0.7 في المئة وسهم بنك"اتش بي أو اس"1.8 في المئة، وسهم"كريدي سويس"0.9 في المئة. وأفاد محلل في مصرف"غولدمان ساكس"ان مصارف أميركية كبرى قد تواجه ضرورة شطب مبالغ أكبر من قيمة أصولها في الربع الاخير من السنة الجارية، وان مجموعة"سيتي غروب"ربما تضطر الى خفض توزيعاتها النقدية. وأفادت صحيفة"وول ستريت جورنال"ان مصارف أميركية وأوروبية، من بينها"سيتي غروب"و"اتش اس بي سي"، تدرس بيع بعض أنشطتها، من فروع الى وحدات كاملة إلى ممتلكات. الأسهم الآسيوية تتراجع وفي طوكيو، أنهى مؤشر"نيكاي 225"السنة منخفضاً 11 في المئة، ليسجل أول هبوط في خمس سنوات ويصبح أحد أسوأ أسواق الأسهم في العالم أداء، مقارنة بارتفاع الأسواق وازدهار الاقتصاد في دول آسيوية أخرى. ومن العوامل الرئيسة التي أثرت على أداء المؤشر في الأيام الأخيرة للتداول، أسهم شركات التصدير مثل"كانون"، بعد تأثر المستثمرين بارتفاع الين أمام الدولار ومخاوف من استمرار مشاكل أزمة الرهن العقاري الأميركية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي. وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة"فورتيس أسيت مانجمنت - اليابان"، هيتوشي ياماموتو، ان الأمر"يبدو تحذيراً من سوق الأسهم بأن مشاكل الرهن العقاري ستستمر في العام الجديد، ولن تحل بسهولة". وأضاف أن الأسهم اليابانية انخفضت هذا العام لان"المستثمرين الاجانب شعروا بخيبة أمل بسبب مواقف للشركات اليابانية، كاستعدادها لاتخاذ اجراءات مناهضة لمحاولات تملّّك وبطء الإصلاحات الهيكلية الحكومية". وانخفض المؤشر"نيكاي"القياسي في نهاية معاملات أمس 1.7 في المئة، أي 256.91 نقطة، إلى 15307.78 نقطة، وكان أنهى عام 2006 مرتفعاً 6.9 في المئة، بعد ارتفاعه 40 في المئة عام 2005. وبدوره، تراجع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 1.6 في المئة أي 24.26 نقطة، إلى 1475.68 نقطة. وبلغ انخفاض المؤشر هذا العام 12.2 في المئة، وهو أول انخفاض سنوي له منذ خمس سنوات. وستغلق"بورصة طوكيو"بمناسبة العام الجديد حتى الجمعة المقبل، حيث تفتح للعمل لمدة نصف نهار فقط في اليوم الأول. وختم معظم البورصات الآسيوية الأخرى على تراجع أمس، ما عدا بورصة إندونيسيا التي ارتفعت أمس 0.2 في المئة لتغلق على 2745.83 نقطة، ولتسجل نمواً بلغ 52 في المئة في هذه السنة، علماً أنها سجلت أعلى مستوى ارتفاع في 11 كانون الأول ديسمبر الماضي، إلى 2811 نقطة. وفي هونغ كونغ، ختم مؤشر"هانغ سينغ"القياسي السنة متراجعاً 472.33 نقطة أمس، إلى 27370.60 نقطة. وفي كوريا الجنوبية، تراجع المؤشر المركّب القياسي 11.49 نقطة، أي 0.6 في المئة، إلى 1897.13 نقطة.