فشل أمس لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في حل الأزمة التفاوضية الناجمة عن تواصل المشاريع الاستيطانية اليهودية في مدينة القدسالشرقية ومحيطها، واكتفى منسق الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات عقب اللقاء بتلاوة بيان رسمي رافضاً تلقي أي أسئلة، فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن أولمرت رفض طلب عباس فرض تجميد كامل للأنشطة الاستيطانية. وقال البيان المشترك الذي تلاه عريقات إن"الجانبين اتفقا على عدم القيام بأي خطوات من شأنها الإجحاف بقضايا الوضع النهائي مثل القدس واللاجئين والمياه والدولة والاستيطان والحدود". لكنه لم يوضح طبيعة هذا الاتفاق. ودأب الجانبان على إطلاق هذه الصيغ العامة الغامضة عندما يفشلان في التوصل إلى اتفاق حول القضايا موضع الخلاف. ولم يكن الجانب الإسرائيلي أكثر وضوحا من الجانب الفلسطيني عقب اللقاء الأول بين الزعيمين منذ مؤتمر أنابوليس الذي عقد نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأعلن أن أولمرت أبلغ عباس أنه لن يُقدم على إقامة مستوطنات جديدة أو مصادرة أراض جديدة لأغراض الاستيطان، لكن هذا لا يعني التوقف عن توسيع المستوطنات القائمة مثل"هار حوما"و"معاليه ادوميم"اللتين قررت حكومته أخيراً إقامة أكثر من ألف وحدة سكنية فيهما. ونقل عريقات عن عباس تشديده في الاجتماع على ضرورة وقف الاستيطان وجعل العام 2008 عاماً للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال إن الجانبين اتفقا على حض الجانب الأميركي على القيام بدوره في الحكم على تنفيذهما للالتزامات الواردة في المرحلة الأولى من خريطة الطريق. وفي قضايا الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال، قال عريقات إن أولمرت وافق على منح بطاقات هوية لسبعة آلاف مواطن يعيشون في الأراضي الفلسطينية من دون بطاقات هوية. وكان الجانبان اتفقا في لقاءات سابقة على منح بطاقات ل54 ألف فلسطيني دخلوا البلاد للزيارة عقب عملية السلام وأقاموا فيها. ومنحت إسرائيل دفعة أولى من خمسة آلاف شخص من هؤلاء بطاقات هوية ووعدت بمنح الباقين بطاقات مماثلة على دفعات. وأشار إلى أن الجانبين اتفقا ايضاً على عودة 26 مبعداً من بيت لحم إلى قطاع غزة، وهو أمر اتفقا عليه في لقاءات سابقة، لكن لم ينفذ حتى اليوم. وتشهد المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية أزمة بسبب إعلان اسرائيل خططاً للتوسع في مستوطنات في القدس ومحيطها. واقتصرت اللقاءات الأخيرة بين الجانبين على مناقشة هذا الأمر من دون التوصل إلى مخرج. ويرجح مراقبون أن تتواصل اللقاءات التفاوضية في الفترة المقبلة من دون تحقيق أي تقدم في القضايا السياسية. ولا يُستبعد تحقيق تقدم جزئي في القضايا الحياتية اليومية. وفي دمشق، نفى مصدر اعلامي سوري المعلومات عن نقل الرئيس المصري حسني مبارك رسالة إلى إسرائيل من نظيره السوري بشار الأسد خلال استقباله وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في شرم الشيخ أول من أمس.