رام الله - ا ف ب - اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس ان وفدا اميركيا رفيع المستوى زار اول من امس اراضي ينوي الجانب الإسرائيلي ضمها لتوسيع مستوطنة «معاليه ادوميم» المقامة على اراضي القدسالشرقيةالمحتلة. وقال عريقات ان «الوفد الذي يضم مسؤولين من القنصلية الاميركية في القدس ومسؤولين آخرين ابلغ الحكومة الاسرائيلية تحذير الادارة الاميركية من مواصلة العمل في هذا المشروع الاستيطاني الذي تنوي اسرائيل من اجله مصادرة اراض في المنطقة المعروفة بمنطقة (اي 1) لتوسيع المستوطنة وربطها بالشق الغربي من مدينة القدس». واضاف ان «الادارة الاميركية الجديدة تعمل بشكل مكثف ضد توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، خصوصا في محيط القدسالمحتلة، ومن هذا المنطلق جاءت زيارة الوفد الاميركي التي اتسمت بالسرية التامة لوقف مشروع يخطط له الجانب الاسرائيلي لتوسيع مستوطنة معاليه ادوميم وربط الشق الشرقي بالغربي للمستوطنة». واوضح «ان الوفد الاميركي سيرفع تقريرا للادارة في واشنطن عن المستوطنات في الضفة وأثرها على الطموحات التي تود الادارة الاميركية تنفيذها، خصوصا في ما يتعلق بالمسائل العالقة بين الجانبين». وكان بعض الصحف الاسرائيلية كشف اتفاقا بين رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتانياهو وزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان يقضي بأن تنفذ الحكومة المقبلة هذا المشروع. وقال عريقات ان الوفد الاميركي «سيعقد لقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين من اجل فهم طبيعة الامور، خصوصا في ما يتعلق بقضية الاستيطان التي يعتبرها الفلسطينيون اكبر عائق لعملية السلام ولحل الدولتين». وذكر ان الوفد الذي من المحتمل ان يغادر الاراضي الفلسطينية واسرائيل منتصف الاسبوع الحالي، سيرفع تقريرا شاملا عن المستوطنات وحركة التوسع، على ان يعود خلال الاشهر المقبلة لاستكمال المحادثات والمشاورات في تلك القضية. من جهة اخرى،كشف عريقات ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عرض على الفلسطينيين اقتطاع 6.5 من اراضي الضفة الغربية في مقابل منحهم 5.8 من اراضي اسرائيل، كما اقترح ان تكون السيادة على القدس القديمة مشتركة. وقال عريقات لوكالة «فرانس برس»: «وصلنا بالمفاوضات الى عرض اسرائيلي قدمه اولمرت للرئيس محمود عباس في 17 ايلول (سبتمبر) الماضي تمثل باقتطاع ستة ونصف في المئة من اراضي الضفة الغربية في مقابل منحنا 5,8 في المئة من اراضي اسرائيل». واوضح: «ان هذه التعديلات المقترحة من اراضي اسرائيل تقع على حدود الضفة الغربية في الجنوب والشمال والوسط»، من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل. لكنه اشار الى ان نسبة 7, التي تمثل الفرق بين ما هو مقتطع وما هو مطروح من الاراضي الاسرائيلية «هي الممر الآمن بين الضفة في بلدة ترقوميا قرب الخليل جنوب الضفة ومعبر ايريز في قطاع غزة». وقال: «الخريطة التي عرضت توضح ايضا اماكن نسبة الاقتطاع، وهي التجمعات الاستيطانية الرئيسية الثلاثة في الضفة: غوش عتصيون جنوبالقدس، وارييل شمال الضفة، ومعاليه ادوميم شرق القدس، اضافة الى السيطرة على احواض المياه في هذه المناطق». من ناحية اخرى، كشف عريقات ان «اولمرت طرح ان تكون السيادة على القدس القديمة مشتركه بحيث يكون ما اسماه الاسرائيليون الحوض المقدس (منطقة المسجد الاقصى وقبة الصخرة) تحت اشراف لجنة مشتركة فلسطينية - اسرائيلية». واضاف ان الاقتراح يتضمن ايضا «ان تكون المستوطنات داخل القدسالشرقية مع عاصمة اسرائيل بالقدسالغربية، وان يتم ضم البلدات الفلسطينية المحيطة الى العاصمة الفلسطينية في القدسالشرقية». لكنه اوضح «ان هذا كله عرض شفوي من اولمرت للرئيس عباس».