بعد أن بدأنا توديع المشاركين والمتحدثين من رجال الفكر والأعمال، وتفكيك منصة المؤتمر وبعد أن توقف هاتفي الجوال عن الرنين المستمر، وتذكرنا النوم الذي نسيناه خلال الاستعدادات الضخمة التي قام بها فريق العمل لأشهر عدة، نبدأ اليوم تقويم المؤتمر والنجاح والفشل وتقويم الذات وقراءة الاقتراحات، التي تقدم بها البعض وتدوين الملاحظات الشفوية، ونحمد الله على النجاح الذي شهدت له الغالبية ولا نغفل النقد البناء، لأننا نعلم ان طموحات القائمين على"مؤسسة الفكر العربي"كبيرة ولم يبخلوا عليها بالمال والوقت والجهد، ونسعى الى أن نكون بقدر المسؤولية التي حملناها والتشريف بالعمل الذي أوكل الينا. وكم استغربت بعض الانتقادات التي ساقها البعض حول المؤتمر، والتي أجدها غريبة واعتقد انها تنم عن جهل برسالة المؤسسة وهي المال العربي لدعم الفكر العربي . فهل وجود رجال الأعمال في المؤتمر مدعاة للنقد؟ وهم بذلوا المال لدعم المؤسسة، ثم أليس لرجال الأعمال أو التجار، فكر وثقافة؟ وهل يحتاج أحد مثل نجيب ساويرس أو عبدالله جمعة أو محمد الماضي أو عبد الكريم أبو النصر أو جواد بوخمسين أو محمد أبو العينين ان يثبت انه مثقف؟ أليس هم وأمثالهم من يرسمون مستقبل الأمة العربية؟ ولا ننسى لهؤلاء مساهماتهم النبيلة لدعم المؤسسات الأهلية العربية، ونشر الثقافة وتخفيف المعاناة عن الشعوب العربية الأقل حظاً؟ أم يريد كاتب مجهول أحتكار الفكر والثقافة؟ وهو من يحتاج لوضع حرف"دال"أمام اسمه للتدليل على ثقافته، فليته أخبرنا عن كتبه التي نشرت أو حتى التي قرأها، حتى يسمح لنفسه في أن يكون قاضياً وحكماً يقرر من هو المفكر المؤهل لحضور المؤتمر. نعم كان الكثير من رجال الأعمال والمال موجودين، بناء على دعوات أرسلت اليهم لأنهم هم، بمالهم وفكرهم، أمل الأمة العربية في النهوض، بعد ان فشل السياسيون عقوداً من الزمن وحضر المؤتمر الكثير من مفكري الأمة العربية ومثقفيها شعرائها وشبابها وشاباتها، الذين شاركوا بفعالية في المؤتمر. وتميز المؤتمر بطريقة حديثة وغير معهودة في العالم العربي في جراءة المواضيع وطريقة الطرح. وخلا المؤتمر من الخطب الرنانة وأوراق العمل التي لا بد أن يفتقدها البعض. وكانت مشاركة الحضور بالسؤال والتفاعل مع المتحدثين، وتقريباً اختفت مداخلات من يودون سماع أنفسهم بالحديث في المؤتمرات المهمة. نعم كان"فكر6"مختلفاً في الإخراج والمعنى والمشاركة، كان مختلفا في مشاركة الشباب ، مختلفا بالخروج بالالتزام الذي تعهدت به"مؤسسة الفكر العربي"وپ"شركة أنتل"العالمية لدعم التعليم الرقمي لتسعة آلاف طفل عربي ، كان مختلفاً ومتميزاً في تحريك الفكر العربي والابتعاد عن التنظير وفي التماس هموم المثقف العربي. كان مختلفاً في التحضير أيضاً، فقد سبقته اجتماعات عصف فكري لمجموعة من المفكرين والمثقفين في البحرين، واكثر من 40 شاباً وشابة في بيروت. كان هناك فريق عمل وبحث وقراء من أجل هذا التميّز، فالموضوعات اختيرت بدقة وعرضت على مجلس إدارة"مؤسسة الفكر"وأُخذ بالآراء ونوقشت المتقرحات مرة بعد مرة. وأقبل من انتقد ضعف المشاركة العربية من شمال أفريقيا واقر بها، وآمل من مجلس إدارة"مؤسسة الفكر العربي"إيجاد حل لها في المؤتمرات المقبلة. وأتمنى على من تجاهلنا من صحفنا المحلية لأسباب لا نعرفها أن يتذكرنا، فنحن لسنا حصراً لأحد بل للكل ومن الكل نكمل الآخرين ولا ننافس أحداً، واشكر زملائي في العمل على سهرهم وتفانيهم للتحضير، وأخص بالشكر الأمير بندر بن خالد الفيصل على قيادته وإشرافه التام على المؤتمر. فبتوجيهاته كان النجاح وبمسؤوليتي كان التقصير، وأرجو السماح والمعذرة على الخطأ أو التقصير. * المدير التنفيذي لمؤتمر "فكر 6" .