دعا رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل الإعلام العربي إلى ممارسة النقد وعدم المجاملة فيما يتعلق بمحتوى التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية، موضحا أن التقرير «يقدم معلومات علمية ومعلومات دقيقة تفيد أصحاب القرار والأكاديميين والمثقفين والمواطنين العرب عموما». وأعرب عن «ثقته بالإنسان العربي وإمكاناته، وقال: «أنا متفائل بقدرات الإنسان العربي عندما يعطى الفرصة التي تساعده على إظهار إبداعه وأفكاره». وخاطب خالد الفيصل الحضور في إطلاق التقرير أمس في مؤتمر صحافي في الكويت، بحضور وزيرة التربية والتعليم العالي الكويتية الدكتورة موضي الحمود، ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت بدر الرفاعي، ورؤساء تحرير الصحف العربية الراعية للتقرير وحشد من الإعلاميين العرب: «إن التقرير الأول كانت نتائجه مشجعة جدا، وهو أثار اهتمام الحكومات العربية والمثقفين والمفكرين العرب»، لافتا إلى أن التقرير الثاني يقدم الجديد والمختلف من المعطيات التي تسهم في إطلاع المثقف والقارئ العربي عموما على واقع مجتمعاتنا، وعقد المقارنات والمقاربات ما بين هذه المجتمعات والدول الأخرى». وشدد خالد الفيصل على دور الإعلام في مشروع النهضة العربية الذي تعتبر مؤسسة الفكر العربي إحدى روافده. وأشار إلى أن المؤسسة هي بصدد إعادة تقييم إنجازاتها العام المقبل في الذكرى العاشرة لتأسيسها، وهي أطلقت قبل فترة مبادرة لتشجيع الكتابة والقراءة وخصصت جائزة مئة ألف دولار لأهم كتاب عربي، وهناك اتصالات جارية لبلورة الفكرة التي أطلقناها في مؤتمر حركة التأليف والنشر في العالم العربي الذي عقدته المؤسسة في بيروت وهي الدعوة إلى عقد قمة ثقافية عربية. واستهل أمين عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم المؤتمر بكلمة أكد فيها على أهمية تزامن إطلاق التقرير مع المؤتمر السنوي العام للمؤسسة برعاية أمير دولة الكويت. وأوضح أن الملهم الأول لهذا التقرير هو الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسسة الذي تعامل مع المشروع بعقل رجل الإدارة وروح المثقف، داعيا للعمل في إطار الوعي الناضج والمسؤول. وأبرز عبد المنعم أهمية دور الإعلام الذي واكب على مدى شهرين التحضير لإطلاق التقرير من واقع إيمانه بالمسؤولية الثقافية والإعلامية وكان شريكا للمؤسسة في نجاح مشروعاتها الثقافية الهادفة. ورحبت الوزيرة الحمود بإطلاق التقرير العربي من الكويت «الحاضنة للثقافة على الدوام»، وشددت على الدور الرائد الذي تلعبه مؤسسة الفكر العربي في الحياة الثقافية العربية، وأشادت بنتائج التقرير العربي الذي يرصد الحراك الثقافي في وطننا العربي، ويقدم المعالجات للكثير من الأزمات التي يعانيها هذا القطاع. ووصف الرفاعي التقرير العربي الثاني ب «الجريء والشجاع الذي شخص المشكلات بطريقة علمية غير مسبوقة، وتضمن أسئلة عميقة وإشارات ذكية، خصوصا فيما يتعلق بالمعلوماتية باعتبارها رافعة للتنمية الأمر الذي يدل على وعي بأهمية المعلوماتية في مجتمعاتنا»، معتبرا أن أهم ما في التقرير أنه غير مجامل وهو قدم الواقع الثقافي في الدول العربية على حقيقته.