افتتح فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود ممثلا بمعالي وزير الثقافة غازي العريضي مقر مؤسسة الفكر العربي في بيروت امس بحضور صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة عسير ورئيس مؤسسة الفكر العربي وشخصيات سياسية وفكرية واقتصادية عربية. والقى سمو رئيس المؤسسة كلمة باسمها وجه فيها الشكر للبنان لاحتضانه أعمال المؤسسة ولبنك البحر الابيض المتوسط لتبرعه باستخدام مقر المؤسسة لثلاث سنوات من دون مقابل. وجاء في كلمة الرئيس لحود ان المنطقة العربية تعيش مرحلة دقيقة وتتعرض لشتى انواع الضغوطات والارهاب الفكري من خلال ما ترميه مراكز ابحاث ودراسات من مصطلحات ومفاهيم ومفردات تغرق الناس فيصبح عدد كبير منهم اسرى لها. وقال: في وقت تبث منه الافكار والطروحات والمشاريع والبرامج من قبل مراكز ابحاث في مواقع عديدة في العالم تعتمد من قبل الادارة الامريكية خصوصا ومن قبل غيرها وتصبح مشاريع وخططا تنفذ على ارضنا تأتي مؤسسة الفكر العربي لتشكل فرصة نأمل ان تكون على مستوى الطموحات وعلى مستوى الهدف. واضاف: ان هذه الفرصة مهمة جدا وهي تنطلق من بيروت عاصمة الفكر والثقافة والحضارة والحرية والديمقراطية والشرائع وتنطلق من هذه المنطقة التي في الاساس خرجت منها الافكار والرسالات والشرائع والقوانين والدساتير والعلوم وفتحت آفاق الفكر والتطور في وقت كان الانغلاق قائما عند الآخرين. وفي كلمة رئيس الوزراء رفيق الحريري ألقتها النائبة اللبنانية بهية الحريري قال: منذ البداية كانت مؤسسة الفكر العربي مختلفة لاختلاف الفكرة عما هو متعارف عليه خاصة وان الجمعيات والهيئات الثقافية ينشئها عادة المثقفون او تنشئها الدول وقد اراد الامير خالد الفيصل ان يكون الامر مختلفا بحيث يتعاون ويتآزر ذوو الرأي والتوجه العربي من مختلف الفئات فلا ينفرد المثقفون المحترفون ولا يجرى تجاهل امكانات وجهود رجال الاعمال والمهتمين بالشأن العربي العام. وفي كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي ألقاها النائب ياسين جابر قال: لقد طلب دولة الرئيس نبيه بري ابلاغ رئيس المؤسسة سمو الامير خالد الفيصل ان المجلس النيابي يضع امكانيات مديرية الدراسات والابحاث ومكتبة المجلس لدعم انشطة مؤسستكم. وقام الحضور بجولة في ارجاء المؤسسة ومكاتبها. وفي وقت لاحق، افتتح سمو امير منطقة عسير اجتماع المفكرين العرب في مقر المؤسسة لمناقشة الاوضاع العربية الراهنة ودراسة التحديات التي تواجه العالم العربي في ضوء الاحداث والتطورات الاخيرة في المنطقة. وحضر الاجتماع اعضاء مجلس الامناء والادارة في مؤسسة الفكر العربي ونخبة من المفكرين العرب من مختلف الدول العربية. والقى سموه كلمة أشار فيها الى العصر الحالي يحدد ويهدد مصير الأمة خاصة بعد السقوط المدوي لنظام صدام حسين في العراق، معتبرا أن هذا السقوط لم يكن مفاجأة كما يظن البعض بل نتيجة متوقعة لعوامل كثيرة ونذر معظمها من صنع ايدينا للاسف وليس اقلها الاصرار على الفرقة والشتات في عالم لا يقيم وزنا للصغار المتفرقين. واستدرك سموه قائلا: إن أمتنا بعون الله ثم بجهود المخلصين والمخلصات جديرة بأن تتغلب على ضعفها. وقال ان هذه المؤسسة تسعى في النهاية الى تشكيل منظومة فعل عربي جماعي يقوم على جهود مفكري الامة في مختلف المجالات ويؤدي رجال المال فيها دورهم مشاركة وتمويلا. ورأى سموه أن الامة العربية عاتبة على الكثير من مفكريها جراء العزلة والشتات والافراط في التغريب والنقد للنقد والتنظير بما ينافي الواقع على الارض الى غير ذلك مما يوجه اليهم، مناشدا الحضور أن يعكفوا على وضع مشروع نهضوي شامل متكامل تسير على هديه الامة العربية ومتضمنا خطة عمل عربية في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية تطرح على المؤتمر السنوي الثاني لمؤسسة الفكر العربي الذي سيعقد خلال شهر ديسمبر القادم.