في تحدّ متوقعّ من الرئيس الإيراني للدول الغربية، مع بدء العد العكسي لعرض المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريره أمام مجلس الأمن، أعلن الرئيس محمود احمدي نجاد ان بلاده باتت تملك ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. جاء ذلك في وقت تعوق خلافات بين القوى الكبرى، الحملة الأميركية لتشديد العقوبات على إيران، وتسود مخاوف من أن تتذرع واشنطن بفشل العقوبات لتبرير ضربات عسكرية. وقال الرئيس الإيراني في خطاب ألقاه في مهرجان في مدينة برجند في محافظة خراسان الجنوبية شرق:"الآن وصلنا الى مستوى ثلاثة آلاف جهاز"للتخصيب. ولم يوضح هل أجهزة الطرد المركزي كلها تعمل فعلياً. ويعني ذلك نظرياً، ان الأجهزة اذا عملت بطاقتها القصوى، قادرة على توفير كميات كافية من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية في اقل من سنة. وسبق أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهاية آب أغسطس الماضي، أن إيران تشغل 1968 جهاز طرد مركزي، وأن نحو 656 جهازاً آخر قيد الاختبار أو التركيب. ورفض الرئيس الإيراني مجدداً اي تسوية في الملف النووي تؤدي الى وقف التخصيب، وقال ان"إيران لن تعلق اي أهمية على القرارات"المحتمل صدورها في حق بلاده. واتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا على صوغ مسودة قرار جديد يفرض قيوداً مالية وتجارية أوسع وقيوداً أشد على التأشيرات للمسؤولين الإيرانيين، للضغط على طهران من أجل وقف التخصيب. لكن روسيا والصين تبنتا موقفاً أقل تشدداً من الولاياتالمتحدة التي تحظى بتأييد بريطاني وفرنسي، وظهرت على السطح خلافات بين ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في شأن وتيرة الخطوات التالية. وخاطب نجاد الولاياتالمتحدة ودول الترويكا الأوروبية بريطانياألمانيا وفرنسا، محذراً من أن"فرض العقوبات سيلحق الضرر باقتصاداتهم"، وأضاف:"اتخذتم قرارات خاطئة وفقاً لبرامج وخطط معينة، وهذه مشكلتكم وليست مشكلة الشعب الإيراني". وقلل من وقع عقوبات جديدة محتملة على بلاده، مؤكداً ان"الأمة الإيرانية لا تأبه بالعقوبات". وهذا الشعب لن يتزحزح قيد أنملة عن حقوقه، خصوصاً النووية". وعلق الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك على تصريح نجاد بالقول إن إيران"تظهر من جديد عزمها على مواصلة برنامجها النووي، متحدية المجتمع الدولي بإعلان وصولها الى مرحلة تخصيب اليورانيوم". واضاف:"من المنطقي ان نتوقع، استناداً الى تجارب الماضي، ان تواصل ايران التقدم في برنامجها النووي متحدية بذلك المجتمع الدولي". في غضون ذلك، أكد مساعد رئيس الأركان للقوات المسلحة الإيرانية المكلف الشؤون الثقافية والإعلام الدفاعي، العميد مسعود جزائري ان المصالح الأميركية كلها في مرمى الأهداف الإيرانية"إذا تعرضت بلاده لاعتداء، مؤكداً ان"لدى إيران المعلومات والتجهيزات اللازمة لهذا الغرض". واعتبر ان الاستراتيجية الأميركية"تقضي بإبقاء إيران لمدة طويلة في أجواء التوتر الأمني"، ملمحاً الى انه"لو تحقق ما يرمي إليه دعاة الحرب في أميركا، لسلكوا عبر إعلامهم طريقاً آخر". ولفت جزائري إلى أن المنطقة"تمر بمرحلة حرجة من التوتر، بسبب الوجود الاميركي فيها، وإيران مستعدة للدفاع عن نفسها، ودفع العدو الى التراجع عن المنطقة". لكنه أكد تمسك طهران ب"العلاقات والمصالح المشتركة بين دول المنطقة"على رغم"محاولات أميركية وأوروبية لضرب أي تقارب بينها". على صعيد آخر أ ف ب، دعا مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الشرطة الى أن"تواصل بحزم حملة الحفاظ على الأخلاق"والتي أطلق عليها"الأمن الاجتماعي"، كما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية. وقال خلال احتفال في جامعة علوم الشرطة في طهران:"على قوى الأمن ان تتجنب الحملات الموقتة وان تواصل بحزم خطة إرساء الأمن الاجتماعي"، داعياً إلى"مواصلة مشروع الأمن الاجتماعي بقوة، حتى يتم تأصيل أهدافه في المجتمع". وتابع ان على"الشرطة أداء واجبها، من دون ان تأخذ في الاعتبار الدعاية المعادية والاعتراضات".