زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى طهران ربما"الفرصة الأخيرة"قبل مسير التطورات في الملف النووي الإيراني وجهة لا رجعة فيها. فلافروف ذهب ليوضح للرئيس احمدي نجاد العواقب التي تنتظر بلاده، في الشهور القريبة المقبلة، في حال لم تعلن طهران موقفاً واضحاً من تجميد أعمال تخصيب اليورانيوم. ولم يقتصر تحرك موسكو على شرح خطورة العصا الأميركية التي تنتظر الإيرانيين، فحمل لافروف معه جزرة الى الإيرانيين، في حال وافقوا على تلبية الخطوة الدولية. ويفيد التذكير أولاً بأن زيارة لافروف حصلت بعد مرور عشرة أيام فقط على زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إيران. وبعد محادثات الرئيسين، ظهرت جملة مسائل جدية استدعت ان يقصد لافروف طهران في زيارة مفاجئة. ومن المسائل هذه إعلان واشنطن عن عقوبات جديدة على مؤسسات تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني، بينها مصارف وشركات مختلفة. ولمست موسكو، على ما يبدو، صورة التطورات اللاحقة المنتظرة، من طريق اتصالاتها بالأميركيين، وغيرهم من الأوروبيين. ويغلب على الظن ان الكرملين كلف لافروف بالقيام بمحاولة قد تكون الأخيرة لكبح جماح طهران، وجلاء خطورة الموقف للقيادة الإيرانية. فالزيارة تقدمت مباشرة لقاء السداسي الدولي في لندن. وهو يعد مفصلاً مهماً في الطريق الى التقرير الحاسم الذي يقدمه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي والمفوض الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية، خافير سولانا، قريباً. ورأى الكرملين ضرورة تنبيه طهران الى عواقب التعنت الوخيمة. فإيران تنتظر أخباراً غير سارة، في حال جاء التقرير المنتظر سلبياً. والرسالة الروسية واضحة، ومفادها ان مشروع قرار جديد في مجلس الأمن ضد ايران، هو قيد البلورة، قبل نهاية العام، ويشمل المشروع حزمة عقوبات مشددة. ولن يكون في مستطاع موسكو إذ ذاك عرقلة صدور القرار الجديد. وعلى هذا، فالتطورات تسير نحو السيناريو العسكري للحل، ولو من دون موافقة مجلس الأمن أو غطائه. وترى موسكو ان إدراك آخر عربات قطار الحل السلمي لم يفت. ويقتضي ذلك قيام طهران بإعلان وقف أنشطة التخصيب على أراضيها، على رغم إصرار الإيرانيين على اعتبارها حقاً. فالمجتمع الدولي تتعاظم خشيته من تستر أعمال التخصيب على مشروع عسكري. واللافت ان لافروف، الى تنبيهه على العصا التي تنتظر طهران، حمل هدية مثيرة مضمونها مقترحات لمح إليها الرئيس الأميركي جورج بوش في اتصالاته الأخيرة بفلاديمير بوتين. فواشنطن مستعدة، في حال سار الإيرانيون خطوة إيجابية المقصود تجميد التخصيب، لفتح حوار شامل ومتعدد الأوجه مع الإيرانيين، وبلوغ مرحلة اتصالات ثنائية كاملة. ولكن الواضح ان في رأس احمدي نجاد مخططات أخرى. فهو، قبل ساعات من استقباله لافروف، مهد للقاء بتصريح عنيف قال فيه ان بلاده ليست مهتمة بفتح حوار مع الأميركيين! عن الكسندر رويتوف، "كوميرسانت" الروسية، 31/10/2007