حض رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الكرملين أمس، على استخدام نفوذه"لحل المشكلة النووية الإيرانية"، معتبراً نيّات طهران للتسلح"خطراً على الاستقرار في الشرق الأوسط". في المقابل، حذّر سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني من"عواقب"سلبية على الشرق الأوسط، في حال فرض عقوبات على بلاده. وتطرّق أولمرت في محادثات أجراها في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى مسألة بيع الأسلحة الروسية الى دمشقوطهران. وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع الرئيس الروسي بأن ايران دخلت المرحلة النهائية في تطوير سلاح نووي وان لا سبيل امام المجتمع الدولي إلا فرض عقوبات عليها. وأشار الى ان تل أبيب تأمل بأن يتّخذ الروس عبرة من التجربة النووية الكورية الأخيرة، ويستمعوا الى التحذيرات الغربية من طهران ويتوقفوا عن دعمها دولياً. وفي وقت تواجه طهران احتمالات متزايدة بفرض عقوبات دولية عليها، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان التحرّك الدولي ضدها"يجب ان يتناسب في شكل مباشر مع حقيقة الموقف في ايران". وأضاف"ما يحدث هو ما تقوله لنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها، وهي لم تقل لنا ان هناك خطراً على السلام والأمن"نتيجة البرنامج النووي الإيراني. في طهران، نقلت وكالة أنباء"مهر"عن لاريجاني قوله ان تبني مجلس الأمن قراراً بفرض عقوبات على ايران"يساهم في تفاقم الوضع الاقليمي"، متهماً واشنطن بأنها المسؤولة عن الموقف الغربي المتشدد من الملف النووي لبلاده. وتابع ان"المغامرة التي تقودها الولاياتالمتحدة ستكون لها عواقب على المستوى الاقليمي"من دون ان يكشف طبيعتها. ورأى ان"السير في طريق مجلس الأمن وفرض عقوبات لا يقومان على أساس قانوني"، مؤكداً ان دول الغرب ترتكب"خطأ فادحاً اذا اعتقدت بأن أسلوب العصا والجزرة سينجح مع إيران". جاء ذلك غداة إعلان الاتحاد الأوروبي أن رفض إيران التفاوض معه لم يترك له أي خيار سوى بدء مشاورات في الأممالمتحدة في شأن فرض عقوبات. في الوقت ذاته، توقّع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد"هزيمة"الدول الغربية في حال حاولت منع ايران من امتلاك التكنولوجيا النووية. وقال ان"دولاً جائرة تريد زرع الفتنة لمنع الأمة الإيرانية من بلوغ قمم الكرامة والمجد، بما في ذلك منعها من استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، لكنهم بإذن الله سيهزمون في هذا المجال ايضاً". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي للصحافيين في ختام محادثاته في الكرملين"ناقشت مع بوتين كثيراً من القضايا ذات الاهمية الاستراتيجية وأبرزها التهديد النووي الإيراني". وأضاف:"نحن في مفترق طرق تاريخي ولا نملك ترف تجاهل النيّة الحقيقية لإيران التي دعا قادتها علناً وفي شكل صريح الى القضاء على اسرائيل". وأشار اولمرت الى انه لمس ان"بوتين يتفهم الخطر الآتي من ايران إذا نجحت في تحقيق هدفها بحيازة سلاح نووي". وأفادت مصادر في موسكو ان أولمرت شدّد على ضرورة ان تستخدم موسكو نفوذها وتأثيرها لدى الايرانيين لحل المشكلة النووية. وقال ان تل أبيب"تعتمد على تعاون روسيا من أجل التوصّل الى حل لهذه المشكلة التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة". وزاد ان نفوذ روسيا"مهم جداً حالياً وفي المرحلة المقبلة"، في إشارة الى ضرورة بذلها جهوداً للضغط على طهران. وذكر أولمرت ان محادثاته مع بوتين تطرقت أيضاً الى"الحاجة الى فرض حظر على مبيعات الأسلحة الى ايران وسورية".