أعلن البيت الأبيض ان "لا داعي" للخوف من هجوم أميركي قريب على إيران، في وقت نشطت الديبلوماسية الروسية لحل أزمة الملف النووي الإيراني. وقام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة مفاجئة لطهران، عقد خلالها محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وأكدت مصادر روسية ان هدف زيارة لافروف هو مواصلة المشاورات حول"أفكار"كان الرئيس فلاديمير بوتين طرحها في طهران قبل أسبوعين. في الوقت ذاته، استأنف اولي هاينونن مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمسؤولون الايرانيون محادثاتهم في طهران في شأن أجهزة الطرد المركزي التي تثير مخاوف الغرب. راجع ص 8 وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان"لا سبب يدعو الى الاعتقاد بأن الرئيس على وشك مهاجمة ايران، نريد ان يكون ذلك واضحاً". وأكدت بيرينو للصحافيين ان الإدارة الأميركية"تواصل اتباع المسار الديبلوماسي لاقناع ايران بوقف محاولاتها للحصول على سلاح نووي". في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن نجاد انتقاده مجدداً العقوبات الأميركية. وقال الرئيس الايراني:"تظن الولاياتالمتحدة ان في امكانها ارغام ايران على التراجع من خلال فرض عقوبات أحادية الجانب، وتستخدم بعض العناصر في الداخل للتأكيد على أن الناس في ايران يواجهون مشكلات اقتصادية، لكننا حددنا هؤلاء الأشخاص وسنعالج قريباً هذه المشكلة نهائياً". كذلك نقلت صحيفة"كيهان"المحافظة عن نجاد قوله:"سنرسل قريباً رسالة سرية إلى المحافظين في المناطق الايرانية، بأسماء مسؤولين يجب ان نشجعهم، اضافة الى مسؤولين لا يبالون بمشكلات الناس. وما إن يتلقى الحكام هذه الرسالة، عليهم إقالة هؤلاء". وأوضح أن مسؤولين آخرين سيتلقون كذلك تأنيباً بسبب"ضعفهم". وفي موسكو، أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين ان لافروف ركز، خلال زيارته القصيرة لطهران، الى اجراء محادثات مع القيادة الإيرانية، على عدد من المسائل المتعلقة بالأزمة النووية الإيرانية، والعلاقات الثنائية، في حين رجحت اوساط روسية ان يكون هدف الزيارة مواصلة المشاورات حول الأفكار التي طرحها بوتين، وتمحورت حول تقديم ضمانات الى الإيرانيين بمواصلة برنامجهم النووي السلمي وامتلاك دورة التخصيب كاملة بالتعاون مع دول أوروبية، في مقابل تعهد الإيرانيين بتنفيذ التزاماتهم وفقاً الى مذكرة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتأكيد امتناعهم عن تطوير برامج عسكرية. وتربط"الأفكار"الروسية تسوية ملف ايران النووي بتجميد نشر الدرع الصاروخية الاميركية في أوروبا. في غضون ذلك، اكد مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشركين، عدم وجود بديل للحل السلمي للازمة النووية. ودعا كل الأطراف الى دعم الحوار بين طهران والوكالة الدولية، مشيراً إلى ان بلاده راضية عن بدء التعاون بين إيران والوكالة لحل المسائل العالقة، واعتبر ذلك"خطوة في الاتجاه الصحيح". وكان لافروف دعا، قبيل توجهه الى طهران، المجتمع الدولي إلى التعاون في حل الأزمات الدولية الساخنة، وخصوصاً الملف الإيراني ومشكلات"الأمن الاستراتيجي"، ومنها قضايا الدفاع المضاد للصواريخ، ومعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا. على صعيد آخر رويترز، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن طهران استدعت السفير البرتغالي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، للاحتجاج على بيان اعتبرت طهران انه يؤيد أفراداً يشتبه في أنهم جواسيس ومرتبطون بجماعات إرهابية. وقال ديبلوماسي برتغالي ان الاحتجاج الإيراني ركز على بيان للاتحاد الأوروبي صدر الأسبوع الماضي، وأبدى قلقاً عميقاً في شأن ما وصفه ب"تشديد القيود على حرية الصحافة وحرية التعبير في ايران".