أعلن رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي أمس خلال زيارة الى أبوظبي، تأييد بلاده اقتراحاً خليجياً بإنشاء مؤسسة دولية في بلد محايد لانتاج اليورانيوم المخصب وتزويد المحطات النووية الايرانية بحاجاتها من الوقود النووي لأغراض سلمية. وأكد برودي في كلمة له أمام المجلس الوطني الاتحادي البرلمان في مستهل زيارته إلى الامارات أمس أن إيطاليا تتعامل مع البرنامج النووي الايطالي عن كثب. وأعرب في هذا الصدد عن مخاوفه حيال عدم الاستقرار في المنطقة والتهديد الأمني الايراني لإسرائيل. ودعا الى إجراء مفاوضات واسعة مع إيران لإيجاد حلول سلمية للبرنامج النووي الايراني، وقال:"يجب أن يوضع كل المسائل على الطاولة، وليس النووية وحدها". وأكد أن المفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار حق إيران في تطوير برنامج نووي سلمي وتحقق المجتمع الدولي في شكل كامل بالنيات السلمية لهذا البرنامج. ودعا إيران إلى أن تستكمل محادثاتها مع وكالة الطاقة الذرية والمجتمع الدولي في شكل شفاف وفقاً للبرنامج المتفق عليه مع الوكالة وتطبيق البروتوكول الاضافي لاتفاقية منع إنتشار الأسلحة النووية. وجدد برودي في كلمته، وهي الأولى من نوعها لرئيس وزراء أو رئيس دولة أجنبية أمام البرلمان الامارتي، مواقف ايطاليا من التطورات على الساحتين العربية والدولية. وأعرب عن أمله في أن يشكل مؤتمر أنابوليس في الولاياتالمتحدة بداية لمفاوضات جادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين"للتوصل الى إنشاء دولة فلسطينية متصلة الأراضي، وتعيش في أمن وسلام الى جانب اسرائيل". ووجه برودي في هذا الصدد نداء"إلى الفلسطينيين والاسرائيليين والولاياتالمتحدة للعمل بجدية من أجل الوصول الى اتفاق يضع نهاية للنزاع في المنطقة". ودعا برودي اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية"بغالبية تسمح بأن يكون ممثلاً للشعب اللبناني برمته". وقال إن"على اللبنانيين التحرر من القوى الأجنبية والمصالح الفردية، وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت". وجدد رئيس الوزراء الايطالي دعم بلاده للبنان لأنه"نقطة التوازن في منطقة الشرق الأوسط". وأكد ضرورة تحقيق السلام في العراق، مشيراً الى"مؤشرات إيجابية لانخفاض العنف". وأكدت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الايطالي حاول خلال زيارته التي اجتمع فيها مع رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي،"الحصول على موقع قدم لإيطاليا في الامارات، وعلى جزء من كعكعة المشاريع الكبيرة التي تنفذها"، وسبقها إليها كثير من الدول الأوروبية، علاوة على الولاياتالمتحدة. وأكد برودي في كلمته أن إيطاليا مهتمة"بتطوير العلاقات مع الامارات ليس في مجال الطاقة فقط، إنما في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية". ولم يخف تأثر بلاده بسبب عدم حصولها حتى الآن على أي من المشاريع الثقافية والتعليمية التي بدأتها الامارات بإنشاء متحف"اللوفر أبوظبي"ومتحف جوجنهايم وافتتاح فروع لجامعات السوربون وانسياد ونيويورك. وقال"نحن نفتخر بأن إيطاليا قوة ثقافية عملاقة يمكنها أن تعمل كثيراً في هذا المجال مع الامارات". وأفادت مصادر مطلعة أن زيارة رئيس الوزراء الايطالي الى الامارات تهدف في جانب منها الى دعم الشركات الايطالية في ابرام عقود جديدة مع الشركات الاماراتية، لافتة إلى أن ايطاليا مهتمة بالفوز بصفقة لتزويد الامارات بما بين 35 و40 طائرة عسكرية لتدريب الطيارين الاماراتيين. وتتنافس في هذه الصفقة شركات عالمية أخرى، إلا أن هذه المنافسة ربما تنحصر بين الشركة الايطالية وشركة كورية.