أعطى وزير الخارجية الأميركي جون كيري تطمينات لمضيفيه الإماراتيين الذين التقاهم أمس في العاصمة أبوظبي وخصوصاً لجهة العلاقات مع إيران وبرنامجها النووي بعدما أبدت الدول الخليجية قلقاً بشأن تقارب واشنطن والدول الغربية الرئيسية مع إيران وخشيتها من أن يكون ذلك على حساب العلاقات الخليجية - الأميركية. كما حمل كيري معه رسائل خاصة عدة بشأن الوضع السوري والأحداث في مصر وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما أكدت الديبلوماسية الإماراتية أن علاقات الإمارات مع واشنطن في أحسن حالاتها. وحرص الوزير الأميركي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد على أن يؤكد ثبات الموقف الأميركي من البرنامج النووي الإيراني في ضوء نتائج اجتماعات «مجموعة 5 + 1». ودعا كيري إيران إلى إثبات سلمية برنامجها النووي وكسر جمود مفاوضات الملف النووي الإيراني من خلال الديبلوماسية ودون اللجوء إلى الحل العسكري، مؤكداً «أن السلاح النووي الإيراني تهديد للمنطقة بأكملها وإسرائيل». وقال: «خلال اجتماعات المجموعة قدّمنا عرضاً للإيرانيين إلا أنه لم يلق القبول من طرفهم، لذا سنستمر في العقوبات المفروضة على إيران حتى يتم وضع الضمانات والتوصل إلى اتفاق يُرضي الأطراف كافة». ولفت كيري إلى «أن الرئيس الأميركي أوباما يؤكد دائماً أن الولاياتالمتحدة الأميركية ملتزمة حماية أمنها وأمن حلفائها بالمنطقة ولن تسمح لإيران باستخدام السلاح النووي لتهديد المنطقة أو التسبب في عدم استقرارها». وأضاف «أن أوباما شخص يلتزم بكلمته وعندما ترشّح للانتخابات وعد بالقضاء على تنظيم القاعدة و(أسامة) بن لادن، وقد تم ذلك بالفعل، إضافة إلى التزامه العمل مع السعودية ضد الإرهاب في اليمن والتحوّل الديموقراطي في الصومال وإنهاء الحرب في العراق ومنع (معمر) القذافي من قتل شعبه». وقال وزير الخارجية الأميركي: «قمنا بمناقشة أهمية تحول مصر نحو حكومة مدنية شاملة، وديموقراطية تحترم حرية وحقوق جميع المصريين». وقال إن استقرار مصر من استقرار المنطقة، مشيراً إلى اتفاق الولاياتالمتحدة مع الإمارات على دعم مصر اقتصادياً. وأعرب كيري عن أمله في استمرارية مفاوضات عملية السلام من أجل التوصل إلى حل «تتفق عليه الأطراف كافة». والتقى كيري مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتركزت المحادثات بينهما، وفق الوزير الأميركي، حول عدد من قضايا المنطقة، وبخاصة مؤتمر جنيف والوضع في سورية والتطورات في مصر. وقال كيري: «اتفقنا خلال اللقاء على إنهاء الحرب في سورية بشكل سلمي بعدما تسببت في مقتل الكثير من أبناء الشعب السوري، إضافة إلى تغذية العنف المتطرف وزيادة نشاط الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على أمن المنطقة والأمن العالمي». وثمّن دور الإمارات في دعم الشعب السوري من أجل تحقيق أهدافه وتطلعاته وكذلك دعم المعارضة السورية وعقد مؤتمر جنيف 2 في أقرب فرصة ممكنة. بدوره أكد وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن العلاقات بين دولة الإماراتوالولاياتالمتحدة في أفضل حالاتها، وأن زيارة جون كيري للإمارات خير دليل على ذلك. وقال إن زيارة الوزير الأميركي كانت «مثمرة وناجحة». وقال الشيخ عبدالله خلال المؤتمر الصحافي مع كيري في مقر وزارة الخارجية: «إن الإمارات تمتلك برنامجاً نووياً يتسم بالسلمية والشفافية ويشهد القبول والشراكة الدولية ولن نقوم بتخصيب اليورانيوم». وأكد أن زيارة كيري لمصر كانت «قوية وإيجابية ودليلاً على تشجيع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لخارطة الطريق في مصر». ولفت إلى «أنه تم بحث عملية السلام في الشرق الأوسط والتي يقوم من خلالها وزير الخارجية الأميركي بجهد كبير وقوي». وقال: «هذا أفضل جهد رأيته من قبل أي إدارة أميركية لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف: «نشجع الحوار بين القوى الدولية وإيران في اجتماعات «مجموعة 5 + 1» سواء الحالية أو السابقة، ونرى أن أفضل السبل للحل هي الحوار السياسي والديبلوماسي، وعلى إيران أن تثبت حسن نياتها وأن تكون واضحة وشفافة بشأن برنامجها النووي مع منظمة الطاقة الدولية أو المجتمع الدولي».