حذّر عضو بارز في التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر الجمعة حكومة نوري المالكي من مواصلة استهدافها التيار، ملوحاً بالرد على عمليات الاعتقال التي طالت كوادره وعناصره أخيراً. وقال خطيب صلاة الجمعة في مسجد الكوفة الشيخ عبد الهادي المحمداوي أحد كبار مساعدي مقتدى الصدر، مخاطباً حكومة المالكي"إنها فرصتكم الاخيرة لتكفوا عن قمع التيار الصدري وتوقفوا المداهمات والاعتقالات ... إن لكل فعل، ردة فعل تساويه بالمقدار، وتعاكسه بالاتجاه". وأضاف المحمداوي أمام مئات المصلين"نحن رقم صعب لا يمكن تجاوزه أو إلغاؤه أو احتواؤه أو إضعافه". وتابع:"نقول بكل صراحة لمن جاؤوا من وراء الحدود، لا تكونوا أداة بيد المحتل لترويض الشعب، أنتم اليوم على المحك". ومنذ حوالي عام، بدأت حدة التوتر تتصاعد بين ميليشيا"جيش المهدي"الموالي لمقتدى الصدر و"منظمة بدر"التابعة ل"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"بزعامة عبدالعزيز الحكيم. إلا أن الفريقين توصلا الى اتفاق في تشرين الاول اكتوبر الماضي، على"حقن الدم العراقي". ومع استمرار التوتر، اتّخذت الحكومة اجراءات أمنية صارمة، تمثل آخرها باعتقال أكثر من 80 عنصراً من التيار الصدري في الديوانية ضمن خطة"وثبة الأسد"الامنية، وفقاً لمصادر امنية. وناشد المحمداوي الحكومة العراقية الالتفات إلى التيار، قائلاً:"هل نظرتهم الينا على اننا شريحة أساسية من المجتمع؟ نحن لا نُجتث في سهولة". كما انتقد استهداف الحكومة التيار، قائلاً إن"الحكومة جاءت بأصوات الصدريين، واليوم تنقلب عليهم". وفي سياق خطب الجمعة أمس، دعا ممثل المرجعية الشيعية في النجف الى الاسراع في اقرار الموازنة السنوية وتجنب تأخير العام الماضي فيما طالب إمام وخطيب جامع سعاد النقيب في بغداد بعودة المهجرين إلى ديارهم لكسر شوكة التعصب الطائفي. وأقام مصلون سنة وشيعة صلاة موحدة في بعقوبة. وشدّد الشيخ علي الحسين خطيب وإمام سعاد النقيب في الغزالية على ضرورة أن يعود الاهالي الى حياتهم الطبيعية بعد تحقيق الاستقرار النسبي في المنطقة، وطالب أصحاب المحلات التجارية والاسواق بالعودة الى أعمالهم بعدما نجح فوج الغزالية في بسط الامن داخل المنطقة، وإعادة الحياة اليها مجدداً. كما طالب الأهالي بتوفير المساعدة اللازمة لعودة اخوانهم المهجرين الذين تركوا منازلهم تحت وطأة التهديد، لأن هذه العودة ستساعد في كسر"شوكة التعصب الطائفي في البلاد". وأوضح معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي"مجموعة عوامل وأسباب لو توفرت لتصاعدت وتيرة الإعمار وتنفيذ الأعمال والمشاريع الكفيلة بالتعويض عن سنوات الظلم والتأخر والهدم". وأضاف أن"من هذه العوامل كفاءة ونزاهة وإخلاص المسؤول وشعوره بالمسؤولية، الأمر الذي ينعكس على أدائه، خصوصاً أننا في طور اقرار الموازنة الاتحادية للبلاد العام المقبل، والتي تحتاج الى الاسراع في المصادقة عليها لتسريع عملية صرف الاموال اللازمة لتنفيذ ما خططته الدولة للنهوض بالبلاد". وركز الشيخ الكربلائي على موضوع الموازنة، موضحاً:"إننا لو نظرنا إلى التعقيدات والاجراءات القانونية الاصولية التي يجب أن تمر بها عملية اقرار الموازنة من قبيل مناقشتها في مجلس الوزراء واقرارها، ثم مناقشتها في مجلس النواب والمصادقة عليها ورفعها إلى مجلس الرئاسة وإقرارها، فضلاً عن تحويل المبلغ إلى الوزارة المعنية، لوجدنا بأن الاسراع في أي مفصل من تلك المفاصل سيعطي فسحة من الوقت لوضع الموازنة موضع التنفيذ". وطالب مجلس النواب ب"الإسراع في مناقشة موازنة عام 2008، وإقرارها تفادياً للتأخير الذي حصل العام الماضي". وفي خصوص مسألة نقص مواد البطاقة التموينية، تساءل الشيخ الكربلائي:"هل هناك نقص في الأموال اللازمة لتمويل البطاقة التموينية؟ أم أن هناك مشاكل في إجراء العقود وآليات الاستيراد أو مشاكل في تأمين الطرق لإيصال هذه المواد الى المدن؟". ودعا خطباء الجمعة في مدينة بعقوبة إلى إيجاد حلول عاجلة لانتشار الميليشيا المسلحة في عدد من المناطق والاقضية التابعة للمدينة واطلاق الابرياء من السجون، وأقام وجهاء في قضاء المقدادية صلاة موحدة للسنة والشيعة، تأكيداً على مشروع المصالحة الوطنية بين العشائر ونبذ العنف الطائفي الذي يجتاح عدداً من الأقضية والنواحي. وشدد خطيب جامع الخلفاء الاربعة في قضاء هبهب على ضرورة"حل الميليشيا الطائفية المنتشرة في بعقوبة، باعتبارها سبباً في اثارة العنف الطائفي". واعتبر"الصمت على الانتهاكات وعمليات التهجير التي لا تزال متواصلة من خلال تهديد العائلات الآمنة في كنعان وبهرز والخالص". وكان مصلون أقاموا صلاة موحدة في جامع المقدادية لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية بين عشائر ديالى ونبذ العنف الطائفي في الأقضية والنواحي التي تشهد توتراً طائفياً هناك. وقال الخطيب عبد الستار التميمي ل"الحياة"إن"الهدف من إقامة الصلاة هو التأكيد على هويتنا الاسلامية جميعاً، وأن الاسلام واحد لا يتجزأ"، مشيراً الى أن"عدداً من خطباء الجمعة عازمون على إقامة صلاة مماثلة، خصوصاً في مناطق تشهد توتراً طائفياً. ونتمنى من الجهات المسؤولة الدعوة الى تعميم هذه الخطوة للوقوف ضد كل المؤامرات الداعية الى ابقاء الوضع على ما هو عليه من سوء في ديالى". وطالب الشيخ علي الجبوري خطيب وامام المدرسة الخالصية الحكومة بإغاثة أهالي القرى في محافظة ديالى، وقال إن القوى التكفيرية بدأت حملة هجوم على القرى في المحافظة، مشيراً الى أن أحداً لا يغيثهم فيما لا يستطيع الاهالي الدفاع عن أنفسهم بسبب عدم امتلاكهم الاسلحة. وشدّد على ضرورة توفير الامان لأهالي تلك القرى التي تتعرّض لهجوم التكفيريين باستمرار. ودعا الدول العربية والاسلامية الى مزيد من الوعي في مواجهة أعداء الأمة. وناشد الشيخ"أبو علي"خطيب وامام جامع المهاجرين حكومة المالكي إطلاق جميع المعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم. وقال إن هناك آلاف المعتقلين في سجون الداخلية لا يزالون في انتظار تحويلهم الى التحقيق للبت في قضاياهم، معتبراً هذه الخطوة أمراً أساسياً لتعميق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي الواحد.