دعا خطباء الجمعة في العراق أمس الى "نبذ الاحتراب الطائفي" و "عدم الانجرار وراء العنف المذهبي" مطالبين القوى السياسية باتخاذ خطوات جدية لمعالجة المشاكل السياسية والامنية في البلاد وزرع الثقة بين الناس وان لا يكونوا سبباً في اشعال الحرب الاهلية. وشدد الشيخ علي الزند، خطيب وامام جامع ام القرى في بغداد، على ضرورة"اتخاذ القوى السياسية خطوات جدية لمعالجة المشاكل السياسية والامنية في البلاد"، وطالب السياسيين ب"عدم التعجل باتهام بعضهم، خصوصاً ان هذه التهم باتت تساهم في نشوب الفتنة الطائفية". ودعا الشيخ محمد جاسم السامرائي، خطيب وامام جامع الشكرة في الغزالية، الى"نبذ الخلافات الطائفية بين الناس والاجماع على كلمة واحدة والحفاظ على وحدة الصف". وطالب الاهالي بمقاومة"الاشاعات المغرضة"التي تهدف الى"الايقاع بين المسلمين من السنة والشيعة واشعال نار الاحتراب بينهما". وناشد خطباء المساجد بأن"يأخذوا على عاتقهم زرع الثقة بين الناس وعدم الانجرار وراء العنف المذهبي". وطالب الشيخ عبد الهادي المحمداوي، خطيب وامام جامع المحسن في مدينة الصدر، ب"محاسبة الوزارات الامنية المقصرة"خصوصاً وزارتي الدفاع والداخلية، كما طالب بوضع جدول زمني لخروج القوات الاميركية من العراق تنفيذاً لمطالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الواردة في بيانه امس، الذي أعلن فيه أيضاً براءته من كل شيعي يقتل سنياً او سني يقتل شيعياً. ولفت المحمداوي الى ان الازمة التي تمر بها البلاد"سياسية"وان السياسيين هم اول المسؤولين عن المشكلات الامنية، مشيراً الى ان"تصريحات المسؤولين باتت تصب الزيت على النار ... وغالباً ما تتبعها احداث امنية واسعة مثل الانفجارات وعمليات الخطف الجماعي وغيرها". وطالب السياسيين بأن"لا يكونوا سبباً في اندلاع الحرب الاهلية بعدما جرتهم تصريحاتهم الى مشكلات طائفية من الصعب علاجها". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد انتقد الشيخ مهدي الكربلائي ممثل المرجع آية الله علي السيستاني"البيانات والتصريحات التي يطلقها بعض السياسيين العراقيين ضد ابناء الطائفة الشيعية خلال المؤتمرات والندوات التي تعقد خارج العراق"، لافتاً الى ان"تلك البيانات يراد منها تمزيق وحدة العراق وتهديد الجهود الحثيثة لنزع فتيل الاحتقان الطائفي". وحذر من ان"شرارة الفتنة الطائفية لا تحرق طائفة معينة بل انها ستمتد لتحرق الجميع"، مؤكداً ان"حرمة دم الشيعي كحرمة الدم السني كحرمة الدم الكردي، وحرمة الدم المسيحي كحرمة دم المسلم"داعياً الى"احترام الدم العراقي". وحمل الكربلائي قوات الاحتلال مسؤولية تردي الأوضاع الامنية، مطالبا الحكومة العراقية ب"وضع حد للاعتداءات اليومية التي تطال الأبرياء في بغداد وديالى، خصوصا ظاهرة التهجير القسري، بالإضافة الى توفير الخدمات الضرورية وخصوصا الكهرباء". وفي النجف 180 كلم جنوببغداد شدد الشيخ صدر الدين القبنجي، القيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"على"ضرورة ايجاد خطاب عربي موحد ينسجم مع الواقع الذي يعيشه العراق لانقاذه من محنته"ونوّه باعادة العلاقات الديبلوماسية بين العراق وسورية، معتبراً انها"خطوة ايجابية الى الامام"كما اعتبر استضافة"مؤتمر مكة"حول العراق ودعم مؤتمر دول مجلس التعاون الخليجي للعملية السياسية في العراق"مؤشرات واضحة على ايجابية الخطاب العربي ازاء الازمة في العراق". وفي بعقوبة 70 كلم شمال شرقي بغداد حمل خطباء الجمعة الحكومة العراقية مسؤولية"المجازر الطائفية"في البلاد.