على رغم الاعتراضات التي أعلنها حليفاه السابقان جانفرانكو فيني، وبيير فيرديناندو كازيني، أحدث رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني خضّة عنيفة في الواقع السياسي الإيطالي، عندما أعلن قبل يومين عن تأسيس حزب جديد، اختير له مبدئياً اسم"حزب الشعب الإيطالي من أجل الحريات". وتحدث بيرلوسكوني منذ مدة عن نيته تشكيل كيان سياسي جديد. لكنه، على رغم ذلك، فاجأ الجميع بإعلانه الذي جاء بطريقته الشعبوية المعهودة، وهو يعتلي سقف سيارة بيضاء في وسط روما، أحيط بمئات هاتفة من مناصريه. وليس الوسط السياسي الإيطالي وحده من تفاجأ، بل أيضاً أعضاء حزبه"إلى الأمام يا إيطاليا". ومع أنه أعلن أن حزبه"القديم"سيظل العماد الأساس للحزب الجديد، أكد أكثر من عضو قيادي جهله التام بطبيعة التكوين السياسي الذي تمخّض عن ذهن"القائد الرئيس". وسيترك إعلان بيرلوسكوني أثراً كبيراً، ليس على اليسار الوسط الحاكم واليمين الوسط المعارض فقط، بل أيضاً على كيان المعارضة نفسه. فبعدما بقي لأسابيع حبيس زاوية مغلقة فرض فيها حلفاؤه قوانينهم، بات بيرلوسكوني اليوم، وعلى رغم فشله في إسقاط حكومة رومانو برودي، الفارس الأول في الساحة. ومهما حاول فيني وكازيني وسم خطوته الأخيرة على أنها"ضربة مسرح لا صلة لها بالواقع"، فإن استقصاءات الرأي تمنحه وحزبه الجديد، تأييداً بنسبة 35 في المئة تقريباً من أصوات الناخبين، في مقابل هبوط ملحوظ في نسب التأييد لفيني وكازيني. وفيما أعلن فيني وكازيني رفضهما المطلق الانضمام إلى التكوين السياسي الجديد، اعتبرت أحزاب الحكم في تحالف يسار الوسط، خطوة بيرلوسكوني"دليلاً على نهاية ائتلاف منزل الحريات المعارض"، وهيمنة بيرلوسكوني المطلقة على المعارضة. أما الحليف الآخر لبيرلوسكوني، أي رابطة الشمال، فأكدت زعامته"عدم اهتمامهم بما يطرحه بيرلوسكوني"، وأنها لن تحيد عن سياساتها. ومنحت استقصاءات الرأي"الرابطة"النسب السابقة ذاتها، اعتماداً على قاعدة انتخابية صلبة تؤمن بسياسات أومبيرتو بوسّي، في ما يتعلق بالفيديرالية والعلاقة مع المركز، وفي ما يخص الساسات الانغلاقية تجاه الأجانب في إيطاليا.