وصف سيلفيو بيرلوسكوني غريمه رئيس الحكومة الإيطالية الحالي رومانو برودي بأنه"كذّاب ينبغي إرساله إلى منزله"، بدلاً من ترؤسه للحكومة. وتساءل بيرلوسكوني زعيم المعارضة الحالية أمام بضعة آلاف من أنصاره احتشدوا في"ساحة السادة"بمدينة فيتشينسا الشمالية"من هو الكذّاب حقاً، أنا أم من سقط في امتحان الموازنة أمام الاتحاد الأوروبي؟!". وأضاف"إذا كان برودي هو الكاذب الحقيقي فإن علينا أن نعمل على إرساله إلى منزله في أقرب وقت ممكن". وبدا بيرلوسكوني مستعجلاً للحديث أمام مناصريه، إذ لم ينتظر أن تنتهي التظاهرة، كما هي العادة بالنسبة لزعماء الائتلافات السياسية، بل بادر إلى افتتاحها. وأقيمت التظاهرة في إحدى أكثر مدن الشمال ارتباطاً بتاريخ ائتلاف بيرلوسكوني وبرابطة الشمال بزعامة أومبيرتو بوسّي. وعلى رغم أن صورة كبيرة وضعت على المسرح وأظهرت برودي بشخصية"بينوكيو"، الصبي الخشبي الكاذب الذي أبدعته مخيّلة الكاتب كولّوديو، فإن رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي لم يفقد هدوءه المعتاد ومازح الصحافيين بعد خطاب منافسه، قائلاً:"لا أدري لماذا يكلّف بيرلوسكوني نفسه عناء إرسالي إلى بيتي. أنا الآن حقاً في بيتي وفي غاية الارتياح". وبينما يواصل زعماء الأحزاب تبادل الاتهامات ودعوة الناخبين إما إلى إسقاط الحكومة أو إلى دعم مسيرتها للسنوات الخمس المقبلة، فإن الواقع السياسي يشهد حركة مهمة يمكن أن تُفضي قريباً إلى اصطفافات جديدة. وفي حين يعمل قادة يسار الوسط على تأسيس تنظيم كبير يحمل اسم"الحزب الديموقراطي"واجه ائتلاف بيرلوسكوني أمس ضربتين ستتركان تأثيرهما الكبير على قدرة المعارضة على مواجهة الائتلاف الحاكم، اذ رفض زعيما"اتحاد المسيحيين الديموقراطيين"بيير فيرديناندو كازيني وأنطونيو تشيسّا المشاركة في تظاهرة فيتشينسا وطالبا حلفاءهما بعدم استخدام التظاهرات من أجل مواجهة قانون الموازنة الجديد بل العمل على تعديل فقراته في مناقشات جادة تحت قبّة البرلمان. وأعلن فرانكو فولّيني الزعيم السابق للحزب، والذي كان انشقّ عن حزب المسيحيين الديموقراطيين بسبب رفضه زعامة بيرلوسكوني لائتلاف يمين الوسط، عن تأسيس تنظيم جديد يحمل اسم" إيطاليا الوسط"وسيضم في صفوفه مناصرين كثراً من حزب كازيني ومن الديموقراطيين المسيحيين.