قرر الحزب الديموقراطي المسيحي المتحالف مع رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني، سحب وزرائه من الحكومة الإيطالية، ما يُعرّض التكتل اليميني الوسط الحاكم إلى ضربة موجعة، فعلى رغم أن زعيم الحزب ونائب بيرلوسكوني ماركو فولّيني أكد أن حزبه"سيوفّر الدعم الكامل للحكومة من خارجها"، فإن قيام هذا الحليف بنفض يديه من المسؤولية سيعرّض الائتلاف، المتصدّع أصلاً، إلى صدوع قد تفضي به إلى الانحلال السريع، ما سيعني بالضرورة الإعلان عن حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة في الخريف المقبل، بستة اشهر قبيل موعدها الأصلي المقرر في ايار مايو من العام المقبل. وكانت حكومة بيرلوسكوني بدأت بتلقي مؤثرات التصدّع بعد الهزيمة الانتخابية التي مني بها التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء في انتخابات رؤساء الولايات الإيطالية والتي منحت اليسار المعارض، 15 من بين المقاطعات ال18 الإيطالية، ما أفرغ الغالبية البرلمانية الكبيرة التي يمتلكها تحالف بيرلوسكوني في مجلسي النواب والشيوخ، من مغزاها. وما يزيد من وقع قرار الحزب الديموقراطي المسيحي الإيطالي بزعامة فولّيني، أنه تزامن مع قرار الحزب الاشتراكي الجديد بالإعلان عن نيته سحب ممثليه من الحكومة، الأمر الذي سيفرض على بيرلوسكوني مناقشة التشكيلة الحكومية التي ستصبح مثار شد وجذب بين الحليفين الأساسيين لبيرلوسكوني، أي حزب"التحالف القومي"بزعامة نائبه ووزير الخارجية جانفرانكو فيني وحزب"رابطة الشمال"بزعامة أومبيرتو بوسّي، وهما الحزبان اللذان سارع بيرلوسكوني إلى الاجتماع إلى قيادتيهما فيني ووزير العدل روبيرتو كالديرولي. وتبدو الخريطة السياسية وكأنها تشير إلى تخل متواتر عن بيرلوسكوني من حلفائه، سيما وأن الحلفاء اعتبروا الهزيمة الانتخابية الأخيرة، جاءت نتيجة لهزيمة حزب بيرلوسكوني"إيطاليا إلى الأمام"نفسه والذي فقد الكثير من مناصريه، بالذات في ولايات الجنوب والوسط وفي ولاية العاصمة لاتسيو. وفيما تتزايد التكهّنات عمّا سيخرج عن اجتماع بيرلوسكوني مع حليفيه فيني وكالديرولي، فإن من غير المتوقع أن يشهد اليوم لقاءً بين الرئيس الإيطالي كارلو آتزيليو تشامبي وبيرلوسكوني، ما يشير إلى أن بيرلوسكوني قد لا يعلن استقالة حكومته في الحال وإنما سيواصلها من خلال الدعم الخارجي للحليفين المسيحي والاشتراكي. وتابع رئيس الجمهورية الإيطالية كارلو آتزيليو تشامبي سير الأحداث وأعلن في ختام زيارة له لبلغاريا أنه سيطّلع على التفاصيل"عند عودتي إلى روما".