على رغم اعتدال الطقس في إيطاليا وهبوط درجات الحرارة، فإن صيف حكومة سيلفيو بيرلوسكوني يبدو شديد الحرارة، إذ سيكوّن 33 نائباً و10 سيناتورات، قوام الكتلة البرلمانية الجديدة التي شكّلها رئيس مجلس النواب الإيطالي جانفرانكو فيني «معارضةً وفيّة للالتزامات إزاء الحكومة». ويُتوقّع أن تكون هذه الكتلة أقوى وأشدّ من المعارضة التقليدية من اليسار الوسط التي واجهها بيرلوسكوني منذ دخوله معترك السياسة في عام 1994، ذلك لأنها تشقّ تحالف الحكومة وتُفقدها دعماً هاماً «وتجعلها قابلة للتفتّت»، بحسب ما ورد في صحيفة «الآفينيري» الناطقة باسم مجلس الأساقفة الإيطاليين. ويواصل رئيس مجلس النواب «المطرود» من حزب بيرلوسكوني ترسيخ قوام تجمّعه الجديد، كما يتابع تحدّيه لرئيس الحكومة برفض الاستقالة من رئاسة البرلمان، ما يعني «طعنة سكين متواصلة في خاصرة الحكومة» في مرحلة مهمة من حياتها وهي تواجه استحقاقات أساسية لاستمرارها وحصولها على دعم الحليف الآخر، رابطة الشمال بزعامة أومبيرتو بوسّي، الذي يعتبر إقرار قانون «الفيديرالية الضرائبية» خطاً أحمر دونه انهيار التحالف مع بيرلوسكوني. وفيما يتابع رئيس الحكومة والمقرّبون منه الإعلان عن قدرتهم الاستمرار من دون فيني ومناصريه، بدأ محللون سياسيون يتحدثون عن احتمالات انتهاء هذه الدورة البرلمانية قبل موعدها الطبيعي، أي بالإعلان عن عدم وجود غالبية برلمانية ما قد يدعو رئيس الجمهورية إلى حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة. ولم يعد هذا التوقّع مقتصراً على التحليلات السياسية، بل بات ضمن تفكير عدد من السياسيين المقرّبين من بيرلوسكوني. فقد أعلن أحد أقرب معاونيه، نائب رئيس مجلس الشيوخ غايتانو كوالييريلّو أن «نهاية الدورة البرلمانية ليست الحل الذي أتمنى، لكن عليّ الاعتراف بأن مشكلة الأرقام التي تتمتع بها الغالبية البرلمانية قائمة». وخلص إلى القول: «ينبغي أن تكون الأمور واضحة: ففي حال انتفاء الغالبية البرلمانية فإن الطريق الوحيد هي العودة إلى صناديق الاقتراع». وأكّد الموقف عينه جوليانو فيرّارا، المقرّب جداً من بيرلوسكوني، إذ اعتبر حل البرلمان «الطريق الوحيدة للخروج من هذا المأزق». وتزامن ذلك مع رفض قوى المعارضة الوسطية تقديم طوق نجاة للحكومة. وأعلن زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي بيير فيرديناندو كازيني استحالة تحالفه مع بيرلوسكوني، وقال مازحاً: «أنا متزوّج في شكل طبيعي لذا ليس في إمكاني الاقتران من جديد». وواصل الحزب الديموقراطي بزعامة بيير لويجي بيرساني مطالبته بتشكيل «حكومة دستورية تقود البلاد إلى بر الأمان في مرحلة الأزمة». إلّا أن هذا الحل لا يُعجب زعيم المعارضة الأشد لبيرلوسكوني القاضي السابق زعيم «حزب إيطاليا القيم» أنطونيو دي بييترو، الذي يطالب منذ وقت طويل بحل البرلمان وإعطاء الفرصة للمواطنين لاختيار نواب جدد.