رأى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية في لبنان سعد الحريري "ان بإمكان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النيابي العماد ميشال عون اليوم ان يلعب دوراً جامعاً للبنانيين، وان يكون اباً لقوى 14 اذار لأنه يشارك هذه القوى الكثير من المبادئ، وهو يؤمن بالمحكمة الدولية والقرارات الدولية ومؤتمر باريس- 3 وضرورة إقامة علاقات جيدة مع الجميع". وقال:"نحن ارتكبنا خطأ تجاه الجنرال عون وهو ايضاً ارتكب خطأ تجاهنا، لا مشكلة لدينا مع الجنرال عون وكان يجب ان نتعاون من اجل المحافظة على يوم 14 آذار". وقال الحريري في مقابلة مع اذاعة"فرانس انتر":"عندما تحالفنا مع"حزب الله"في البداية ومع رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط وحركة"امل"، قمنا بذلك للأسباب التي يتحدث عنها العماد ميشال عون، بهدف التفاهم مع"حزب الله"، وفي النهاية عندما يتعلق الأمر باستقلال لبنان وبتشكيل المحكمة الدولية والتدخل السوري لم يقدم لنا"حزب الله"شيئاً، لأن ما يريدونه هو ان يأخذوا مظلة سعد الحريري ووليد جنبلاط وميشال عون، وعندما يتعلق الأمر بالعمل من اجل لبنان لا يقومون بشيء بل يخوِّنوننا". وكرر الحريري وصف خطاب الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله بأنه"ناري بامتياز، ونحن نقوم بدور الاطفائي اليوم لأن السيد نصر الله في خطابه شن هجوماً على المبادرة الفرنسية، وعلى الحوار بيني وبين الرئيس نبيه بري، وبين 14 اذار والرئيس بري ايضاً. وبالنسبة إلى قوى 14 آذار القرار متخذ، نحن نريد رئيساً ونريد حواراً، وجادون في السعي مع الجميع الى رئيس توافقي، يكون للبنان وليس لسورية او ايران. وخطاب السيد نصر الله بدا وكأنه يقول من خلاله إنه يريد رئيساً لسورية وايران، ونحن لا نريد ذلك". وعن مسألة نصاب جلسة الانتخاب وتحديداً النصف زائداً واحداً، قال الحريري:"قرارنا هو الحوار، وسرنا على هذه الطريق بنية صادقة، واعتقد ان الحوار تخطى الكثير من الصعاب، وما قام به السيد حسن نصر الله هو هجوم طاول كل اوجه هذا الحوار". وزاد:"يجب إعادة ارساء الثقة بيننا وبين المعارضة للتوصل الى اتفاق، لا نريد اتخاذ مثل هذا القرار بل نفضل ان ينتخب رئيس بمئة صوت او اكثر، وهذا بالطبع افضل بالنسبة إلى البنان. نحن جادون في حوارنا وفي تعاملنا مع المبادرة الفرنسية والسير بها الى النهاية، ونريد ان تنجح هذه المبادرة". وأضاف ان"الخط الاحمر بالنسبة إلينا هو الاّ يكون الرئيس الجديد رئيساً لغير لبنان. ان لبنان بالنسبة إلينا هو الأهم، وعلى الرئيس المقبل ان يؤمن بالسيادة والاستقلال والحرية، وان يرفض كل التدخلات السورية او الايرانية او من أي جهة اتت. نحن مرتاحون لطريقة تعاملنا مع فرنسا ومصر والمملكة العربية السعودية واميركا وروسيا والصين وهذه الدول لا تطلب منا شيئا. ففرنسا مثلا لا تقول إنها تريد فلاناً قائداً للجيش ولا تتدخل في شؤوننا الداخلية. لا احد يقوم بهذا الا سورية وايران". وعما اذا كانت المعارضة و"حزب الله"يدعمان ترشيح عون مئة في المئة، اعرب الحريري عن اعتقاده ب"ان الجنرال عون يشاركنا الكثير من مبادئ 14 اذار، ولا افهم كيف ان شخصاً يؤمن بالمحكمة الدولية وبالقرارات الدولية وبمؤتمر باريس -3 وبضرورة إقامة علاقات جيدة مع الجميع يتحالف مع"حزب الله"الذي لا يؤمن لا بالمحكمة الدولية ولا بالقرارات الدولية ولا بمؤتمر باريس -3 ولا بالاستقلال ولا بالسيادة. وهذا مثير للاهتمام". ورأى ان"الجنرال باستطاعته اليوم ان يلعب دوراً جامعاً للبنانيين وان يكون اباً ل14 آذار، كان بإمكانه التوقيع على انشاء المحكمة الدولية، وان يكون الى جانب حلفائنا كأمين الجميل وسمير جعجع واعضاء قرنة شهوان ووليد جنبلاط وانا الذين ناضلنا ضد السوريين. كان عليه ان يقوم بهذه المبادرة ليجمعنا كلنا وليقيم معنا تحالفاً يأخذ منه هو شيئاً ويعطي في المقابل شيئاً آخر، كان بإمكانه ان يلعب دورا جامعاً". واضاف:"نحن كذلك ارتكبنا خطأ فعندما اتى الجنرال، لم نتواصل جيداً معه، اعتقد ان اكبر خطأ ارتكبناه هو اننا يوم 14 آذار، هذا اليوم الذي شكل حلماً للبنانيين، كان علينا نحن جميعاً الذين نمثل كل الفرقاء السياسيين اللبنانيين، أي"تيار المستقبل" وامين الجميل وسمير جعجع وميشال عون، كان يجب ان نتعاون مع بعضنا بعضاً من اجل الحفاظ على هذا اليوم، لكننا لم نقم بذلك. واليوم في قوى 14 آذار نفعل ذلك. لكن الجنرال عون ليس بيننا وبرأيي يجب ان يعود يوماً الى 14 آذار، من دون التخلي عن تفاهمه مع"حزب الله"فليس لدينا شيء ضد"حزب الله"، نحن نريد التحدث الى هذا الحزب ولكن حسب مبادئ 14 اذار". وعما سيحصل في حال لم يتأمن نصاب الثلثين يوم الانتخاب، قال الحريري:"اننا نعمل على تأمين النصاب وانا متفائل، واعتقد ان الوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والبعثة التي اوفدها الرئيس نيكولا ساركوزي الى لبنان، وحشد الشخصيات التي ستزور لبنان كوزير الخارجية الايطالية ماسيمو داليما والأمين العام للجامعة العربية عمر موسى والمساعي المصرية والسعودية الأميركية والتركية، جميعها تسعى لاتمام هذه الانتخابات. انا متفائل بأنه سيكون لدينا رئيس للجمهورية قبل21 تشرين الثاني او في الأيام التي تليه".