قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إن الإطاحة بحكومته تمت بقرار من الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ووصف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأنها حكومة «حزب الله»، وأن ميقاتي وكيل الحزب. وأوضح أنه قصد بحديثه عن الغدر عند إسقاط حكومته، ميقاتي والوزير محمد الصفدي وليس رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط الذي وصفه بأنه «زعيم له تاريخ وطني، وأول من حمل دم رفيق الحريري، وأشكره على كل المرحلة التي تعاونّا فيها معاً»، مشيراً الى الاختلاف معه في السياسة حالياً. وقال الحريري أن علاقته مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان جيدة. وسأل: «هل أن المتهمين (بجريمة اغتيال والده رفيق الحريري في القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية) أكبر من البلد؟». وأكد أنه «مرتاح خارج السلطة»، وأعلن أن قوى 14 آذار «ستعمل على إسقاط حكومة ميقاتي بالطرق الديموقراطية». وكان الحريري يتحدث الى الزميل وليد عبود على محطة «أم تي في» اللبنانية من منزله في باريس، وقال: «سأعود في أسرع وقت ممكن الى بيروت، وهذا قرار أنا أحدده». وأوضح أنه أراد بغيابه «ترك المجال للإخوان أن يشكلوا الحكومة لأنني دائماً أُتهم بكل ما يحصل في لبنان والعالم فتركتهم يشكلون الحكومة والبيان الوزاري». ونفى الحريري، الذي أوضح أن غيابه طوعي، ما تردد عن أنه كانت هناك محاولة لاغتياله على طريق المطار، وقال إن التهديدات عليه «موجودة منذ 2005، والذي اغتال رفيق الحريري وقرر أن يغتال سعد الحريري يحاول اغتياله، وأنا أردت أن أغيب بعض الشيء وأراقب من بعيد ما يحصل». وأكد الحريري أن قاعدة «تيار المستقبل» و «قوى 14 آذار» لم تتأثر بغيابه، «وعصبها قوي ونحن أعصابنا قوية وأثبتت 14 آذار في كل مرة أنها موجودة وقوية، وناضلنا لأجل المحكمة والاستقلال، وربحنا الانتخابات عام 2009، لكن السلاح غيَّر الوجهة». لكنه عاد وقال إن «بعض الذين يريدون عودتي من غير المحبين الآن الى بيروت يريدونني أن أكون هدفاً». وقال: «إذا قلت متى أكون عرّضت نفسي أمنياً. أنا موجود في بيروت وأعرف كل تفصيل يقومون به». وأوضح أنه قرر أن يتحدث «ليس لكسر الصمت بل لكسر التضليل الذي حصل على الحقيقة والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرارات الاتهامية، إذ اتُّهمت المحكمة بأنها إسرائيلية وأصدرت قراراتها في شكل مسبق وأنها مخترَقة». وردَّ على الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في قوله إن المتهمين في القرار الاتهامي للادعاء الدولي لن يسلَّموا ولو بعد 300 سنة بالقول: «لو عقد السيد حسن 300 مؤتمر صحافي فلن يغير هذا شيئاً في القرار الاتهامي. هناك متهمون يجب أن يمثلوا أمام المحكمة. والسيد حسن قال إنهم لن يمثلوا أمام المحكمة، وإنه لو كانت حكومة سعد الحريري موجودة لما سعت الى تسليمهم، وأنا أقول إنه لو كانت حكومة سعد الحريري لكنّا بحثنا عنهم وسلمناهم للمحكمة». ورد على اتهام قوى 14 آذار بتحريض المجتمع الدولي، بالقول إن «من يقول إن المتهمين نعرف أين هم ولا يسلّمهم، يحرض المجتمع الدولي على لبنان». وزاد: «إذا أرادوا ألاّ يتعاونوا مع المحكمة سيدفع لبنان الثمن، هناك كلام متناقض في البيان الوزاري ثم يقول رئيس الحكومة الذي هو وكيل حزب الله، إنه ملتزم بالقرار 1757. من نصدق؟». وأضاف: «يرددون قول رفيق الحريري أن لا أحد أكبر من بلده، فهل أن المتهمين أكبر من البلد؟». وذكّر بأنه حين صدر خبر يتناول «حزب الله» في «در شبيغل»، «نحن لا نقول إن حزب الله ارتكب الجريمة. نحن نتحدث عن أفراد فتبنى السيد حسن الأفراد». وأكد أن لا استقرار من دون عدالة. وأضاف: «فليضعوا أنفسهم مكاننا. أليس لديهم شهيد هو عماد مغنية؟ أين الحقيقة حول من اغتاله؟ هل حاكموا أحداً؟ إنهم لا يبحثون. قال (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم إنهم سيكشفون الحقيقة خلال 15 يوماً. وهم أيضاً قالوا الشيء نفسه. عائلته ماذا تقول اليوم؟». وقال: «صدر قرار اتهامي. ماذا فعل سعد الحريري؟ هل حصل عدم استقرار؟ الاحتقان موجود منذ لحظة اغتيال رفيق الحريري والناس تريد الحقيقة ولا أحد يضع الموضوع في خانة طائفة، لا سعد الحريري ولا أي كان في تيار المستقبل ولا في 14 آذار مسموح أن يقول إن طائفة تُستهدف. هؤلاء أفراد وإذا ثبت فعلاً أنهم ارتكبوا الجريمة فإنهم ليسوا مسلمين ولا شيعة. هؤلاء مجرمون». وعن قول نصرالله إن الحزب ليس فيه أشخاص مخترقون، قال: «تارة يقول إننا لا نُخترق ولا يوجد عندنا عميل، وبعد شهرين يثبُت وجود عملاء إسرائيليين». وعن موضوع ال «س – س» والاتهامات بأنه كان يساوم على دم والده الآخرين مقابل البقاء في السلطة، قال: «كانت المبادرة السعودية – السورية مبنية على أساس أن يعطى كل شيء للدولة، وكان ثمة مصالحة ومسامحة، وكان السلاح موضوعاً على الطاولة، سلاح الترهيب الذي استعمل في 7 أيار وفي التكليف وفي غيره من المحافل. أنا لم أكن أريد السلطة، وأنا اليوم مرتاح خارج السلطة، ومن يريد السلطة هو من قام بكل الذي قام به من أجل الوصول للسلطة». أضاف: «يوجد مثَل لبناني يقول: «إلحق الكذاب الى باب الدار»، أنا مشيت في مبادرة وكنت صادقاً فيها وكنت أريد مصالحة، والسيد حسن نصرالله تحدث عن ورقة، يوجد ورقة، وهي تتضمن نيات، ويعرفها الأتراك والقطريون». وأضاف: «كنت مستعداً للعض على الجرح، وتحدثت عن مؤتمر مصالحة ومسامحة كنت واضحاً وصريحاً، وكنت أقوم بذلك من أجل لبنان، لكن المشكلة أن هناك أناساً يعتبرون أنفسهم أكبر من لبنان، وأنا عندما ذهبت الى سورية 5 مرات، هل ذهبت كرئيس حكومة أم كطالب سلطة؟ ومرة الى إيران، ألم أكن رئيساً للحكومة؟ لم أذهب في حياتي لأطالب بسلطة، ولكن عندما كنا نتباحث في هذا الموضوع كان هناك اختبار نيات، وأنا كنت أعلم في قرارة نفسي أن بعض الموجودين في لبنان، إن كان حزب الله أو حلفاءه في الخارج، كانوا يناورون، لأن هدفهم في النهاية التخلص من 14 آذار ومن سعد الحريري». وأشار الحريري الى المفاوضات التي شاركت فيها قطر وتركيا، وقال: «عندما فاوضت كنت أتحمل حملاً أكبر مني، لكن في الوقت نفسه، لم أكن ولا لحظة أعرف أن هذا الحمل من الممكن أن يكسر ظهري، كنت أعرف أنني أخسر سياسياً وشعبياً، وأنني أدفع الثمن، لكن الآخرين ماذا دفعوا؟ لم يريدوا دفع شيء، وكانوا يريدون التخلص من سعد الحريري... من يتخلص من رفيق الحريري ماذا يريد من سعد الحريري؟». وهل يعتبر أنهم حققوا مرادهم وهدفهم، قال: «صحّتين على قلبهم، فليديروا البلد، الحريرية السياسية هي محبة لبنان وسيادته واستقلاله واستقراره ودولة القانون والدستور، رفيق الحريري احترم الطائف ولم يخترع سياسة جديدة ضمن دستور هو ينصه، متى يريد يوجه سلاحه إليه... ثمة مشاكل في البلد، لكن المشكل الأساسي هو السلاح». وعن طلب جنبلاط منه بحوار مع نصرالله والرئيس نبيه بري، أجاب: «أمن أجل استعمال كلامي إذا أقمت الحوار بأنني أبيع دم والدي، أو دم الشهداء؟ أنا قمت بحوار جدي، وعندما أريد أن أقوم بحوار سأعمل حواراً في المرة المقبلة على الكاميرا، لا أريد أن أخبئ شيئاً على أحد، كي لا تصدر غداً تسريبات بأني عرضت صفقة على السيد حسن... أنا لا أشتغل هكذا، أنا أشتغل بكل وضوح، لسنا ذاهبين الى مأزق، أنا متفائل جداً، السلاح أصبح مشكلة لحزب الله، ومشكلتنا مع حزب الله هل يبقى السلاح موجهاً الى اللبنانيين. نحن اللبنانيين و14 آذار وسعد الحريري لن نسكت، وإذا في اعتقادهم أنني سأترك حلفائي، أجيب بأن لا شيء سيفرّق بين سعد الحريري وحلفائه، سمير (جعجع) وأمين (الجميل) وكل حلفائي وبطرس (حرب) ونسيب (لحود)، إلا الموت، نحن سنكمل، وهذا السلاح يوجد انقسام عمودي عليه». وسأل: «ألم يكن خطاب وليد جنبلاط بعد عام 2005 السلاح؟». أنا لم أكن أقول هذا الكلام وكنت أراعي الاحتقان السنّي – الشيعي، والبعض يقول الآن يجب أن أراعي أكثر. تيار المستقبل ليس طائفيا. وعن إمكان قبوله تسوية في هذا الموضوع، قال: «لا، أبداً، نعم للحقيقة والعدالة حتى النهاية». وهل وصولاً حتى عدم الاستقرار؟ أجاب: «لا، من الذي يهدد بعدم الاستقرار؟ أنا لا أملك سلاحاً ولا سمير ولا الرئيس الجميل وكل 14 آذار لا يملكون سلاحاً، نحن نريد العدالة، المشكلة أننا نحن نُتهم بالتآمر دائماً، هل المفروض أن نعتذر عن أن رفيق الحريري استشهد؟ وكذلك الرئيس الجميل وبقية عائلات الشهداء؟ اليوم ذكرى 12 تموز، ونعرف أن إسرائيل ارتكبت الجرائم وكلنا يدين الجرائم، ويحيّي الشهداء الذين حاربوا، لكن شهداءنا نحن من قتلهم؟ نريد الحقيقة، من عيّن حزب الله قاضياً؟ هو يريد أن يكون القاضي والمحكمة والمدعي العام والدفاع؟». وتابع: «نريد العدالة ولا أحد يهددنا بعدم الاستقرار، لأننا لا نملك الأدوات لحصول عدم استقرار». وعن استعداده للقاء السيد نصرالله للخروج من المأزق، قال: «لست ضد الحوار ولم أكن كذلك، أنا لمصلحة لبنان على استعداد للحوار، لكن بكل صراحة، إذا أردت التحاور مع السيد حسن أريد وجود أناس يشهدون معي، لأنني لا أريد أن يصدر غداً كلام عني أنا لم أقله، ولا عن يصدر عنه كلام هو لم يقله، احتراماً للسيد حسن ولنفسي». وأشار الحريري الى أنه خاض الانتخابات في الشمال مع الرئيس ميقاتي، سائلاً: «هل قلنا نحن مع المحكمة «مبدئياً» ومع الحقيقة «مبدئياً»؟»، معتبراً أن قرار إزاحته عن رئاسة الحكومة اتخذه نصرالله والرئيس الأسد، «وميقاتي وغيره أدوات». وأوضح أن كلامه عن الغدر «كان المقصود به ميقاتي ووزير المال محمد الصفدي لا جنبلاط. وقال: «نحن اليوم في المعارضة حتى إسقاط الحكومة او الفوز في الانتخابات... الحكومة مصلحة إيرانية - سورية... لإسقاط الحكومة نستطيع أن ننزل الى الشارع وان نقوم بمظاهرات وهناك أمور مطلبية في البلد نحن سنتشاور مع الحلفاء ونأخذ القرار، وأنا أريد أن أطمئن اللبنانيين الى أننا لن نسكر المطار ولن نحرق دواليب». وذكر بما حصل مع الرئيس الراحل رفيق الحريري عام 1998 «وعاد (في انتخابات 2000) واغتالوه»، وقال: «لا أظن ان الحكومة ستعمر حتى الانتخابات، وبكل صراحة نستطيع ان نسقطها». وقال الحريري: «البعض يتهمني بالعلاقة بالأحداث في سورية... كل ما أقوله إن الشعب السوري يقول كلمته ولا يمكن اتهام الشعب بأنه يخرب البلد، هناك طريق إصلاح حاول ان يمشي بها الأسد ولكن حتى الآن لا إصلاحات، نحن لا نتدخل والذي يحصل هو ظلم وجريمة، يقولون إن تيار المستقبل يتدخل والبعض الآخر يقول إن حزب الله يتدخل، هناك تظاهرات في سورية حصلت ولا يمكن ان ننكر ذلك... في تظاهرات النظام لم يحرق علم لتيار المستقبل ولكن في التظاهرات الأخرى حرقت أعلام، لا يمكن أن لا نتضامن مع الشعب السوري... لا أحد يعرف ما الذي يحصل في المنطقة ولا أحد يتوقع ما الذي سيحصل في المستقبل، لست متخوفاً على المنطقة نتيجة الذي يحصل والكلام عن التقسيم والتفتيت غير صحيح». وزاد الحريري: «أقول للرئيس بشار الأسد إن أحداً ليس أكبر من بلده وإن الشعب السوري هو عماد الدولة السورية، يجب الحفاظ عليه وأقول للرئيس ميشال سليمان هناك خطاب قسَم كنا نتمنى أن يكمله لأننا نتمنى له عهداً أفضل، ولا أظن ما يحصل اليوم هو جزء من خطاب القَسَم، وأقول للرئيس بري نريدك شريكاً في الوطن وليس شريكاً في تخبئة المتهمين. وأن لا يضع أحداً نفسه في هذه الخانة. أما وليد جنبلاط فأحترمه كزعيم، أنا لا أتوافق معه في كلامه ضدنا وهذا رأيه السياسي، وأنا أختلف معه الآن». وأضاف: «الخطاب بيننا وبين وليد بك لم يكن حاداً يوماً، المشكلة في السلاح عندما يكون الإنسان مهدداً، وجنبلاط ينطلق من خوفه من الفتنة في البلد، يخاف فتنة سنية – شيعية، أقول له نحن السنّة والشيعة و14 آذار لن يكون هناك فتنة في البلد، أنا لا أقبل اتهام الطائفة بذريعة أن المتهمين ينتمون إليها». وتابع: «أنا أحترم جماهير ميشال عون وكنت أتمنى على الجنرال أن يكون في أول صفوف 14 آذار، لكن لسوء الحظ ارتضى أن يكون ضابط صف ثان عند حزب الله». وزاد: «أقول للرئيس الجميل إن دم الشهداء لن يذهب هدراً... والحكيم (جعجع) صديق ودائماً أنا وإياه على تواصل، وسعد الحريري سيكمل المسيرة ولا شيء يفرقنا إلا الموت». وتابع: «أقول لجمهور 14 آذار نحن في دولة فيها انقسام سياسي وليس طائفياً، وبين مشروعين ونحن ضمن مشروع السيادة ونعمل لكسب الناس وأن نفسر لهم لماذا نريد المحكمة لأن هناك حفلة تحريض وتضليل عليها». وقال: «أنا خائف على تمويل المحكمة، وسنرى إذا كان سيمرّ أم لا، وثانياً كيف تقولون إن المحكمة إسرائيلية وتحترمونها؟ وكيف هذا التناقض، ساعة يقول حزب الله إنها إسرائيلية، وفي الوقت نفسه، يقولون إنهم يحترمون العدالة». وزاد: «أقول للسيد حسن نصرالله إن رفيق الحريري قال إن أحداً ليس أكبر من بلده، أتمنى عليه أن يقول الشيء نفسه ويرى لبنان كلبنان ولكل الطوائف وليس فقط مشروع مقاومة... ليتواضع معنا قليلاً ويقول تحصل خروق، والمقاومة أنجزت ولا تضيّعوا إنجازاتها». وختم قائلاً: «أقول للشهيد رفيق الحريري إن الحقيقة بدأت تظهر ومشروعك لا أحد يوقفه... ول14 آذار وكل اللبنانيين ضحينا كثيراً وممنوع عدم التفاؤل... وللبنانيين نحن ليس لنا إلا بعضنا بعضاً إذا اتفقنا لا حاجة لنا لأحد، وإذا احتكمنا للأقوى فينا، نحن الخاسرون».