مقديشو - رويترز - يعسكر آلاف الريفيين الصوماليين على مرمى السمع من القتال الناشب في العاصمة مقديشو بعدما منع إسلاميون متشددون جماعات إغاثة من مساعدتهم في الإفلات من الجفاف. وأجبر متمردو «حركة الشباب» الذين يعلنون ولاءهم ل «القاعدة» عدداً من جماعات الإغاثة ومن بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على وقف العمليات في مناطق من البلاد أصابها الجفاف بسبب قلة سقوط الأمطار أخيراً. وقال مسعفون في مقديشو حيث يجري تبادل لإطلاق النار بين المتمردين وجنود قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي تحمي الحكومة المدعومة من الغرب، إنهم يشهدون أعداداً متزايدة من حالات الزحار والإسهال وسوء التغذية. وقال عبدالرازق، الطبيب في مستشفى بنادر في مقديشو ل «رويترز»: «نستقبل مئات الأطفال والأمهات المصابين بأمراض مرتبطة بالجفاف كل يوم». وانسحب برنامج الأغذية العالمي من جنوب الصومال قبل عام بسبب التهديدات لموظفيه ومطالب «حركة الشباب» بدفع فدى في مقابل توفير الامن. وقالت جماعة علمان الحقوقية ومقرها مقديشو إن جماعات إغاثة أخرى كفّت عن توزيع المساعدات. وقال أحمد ديسو ل «رويترز» وهو يرعى بقرتيه الهزيلتين المتبقيتين في ضاحية من ضواحي مقديشو: «أنا من منطقة شابيلي السفلى، حيث حرمتنا حركة الشباب من وصول المساعدات الغذائية. قطعان الماشية والماعز التي أملكها اختفت». وأضاف الأب لسبعة أبناء البالغ من العمر 50 عاماً: «قضينا أسبوعاً تحت هذه الشجرة ولا نستطيع تحمل تكلفة بناء حظيرة بسيطة. نحض وكالات الاغاثة على مساعدتنا». وهو واحد من موجة جديدة من اللاجئين من جراء حركة تمرد للإسلاميين المتشددين أسفرت عن مقتل اكثر من 21 الف شخص ونزوح 1.5 مليون شخص آخرين وأدت الى اعتماد نحو ربع سكان الصومال البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة على المساعدات. وتقول وكالات مخابرات غربية إن الصومال بات ملاذاً للمتشددين والجهاديين الأجانب الذين عقدوا العزم على ضرب الهياكل الاقتصادية الرئيسية في شرق افريقيا. من ناحية أخرى، يقول مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، إن معدلات سوء التغذية الحاد وصلت الى 30 في المئة في بعض مناطق البلاد، أي ضعف مستوى الطوارئ. وقال عبدالرحمن عبدالله نائب رئيس منطقة أرض الصومال المنشقة في الشمال، حيث يواجه نحو مليون شخص نقصاً في المياه: «السدود والخزانات فارغة. الكثير من الآبار لا تعمل... اتخذنا اجراءات طوارئ». وقال رئيس منظمة غير حكومية طلب عدم نشر اسمه ل «رويترز»، إن «حركة الشباب» طلبت مبالغ باهظة من وكالات الأممالمتحدة. وأضاف: «منعوا أيضاً منظمة غير حكومية محلية لا تدفع رسم التسجيل الذي يبلغ خمسة آلاف دولار و20 في المئة من كل مشروع تنفذه. هذه القاعدة تنطبق حتى على المنظمات الإسلامية». وقال مسؤول إن «حركة الشباب» سمحت للجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل في بيداوة التي تعاني جفافاً شديداً. قراصنة وفي سيول (أ ب)، أعلنت السلطات الكورية الجنوبية أن قوة كوماندوس كورية حررت فجر الجمعة سفينة شحن خطفها قراصنة صوماليون في بحر العرب. وصعد رجال الكوماندوس الكوريون على متن السفينة المخطوفة وحرروا 21 شخصاً من أفراد طاقمها وقتلوا ثمانية من الخاطفين واعتقلوا خمسة آخرين. وجُرح واحد فقط من الرهائن الذين كان القراصنة يحتجزونهم. وشاركت في العملية مدمّرة ومروحية عسكرية. وفي بروكسيل (أ ف ب)، أعلنت قوة «اتالانتي» البحرية الأوروبية أن قراصنة صوماليين خطفوا قبالة سواحل عمان يوم الخميس سفينة شحن سورية ترفع علم توغو، مع بحارتها الخمسة والعشرين. وجاء في بيان أصدره مقر قيادة الأسطول الأوروبي لمكافحة القرصنة انه «بعد ظهر 20 كانون الثاني (يناير)، خطف قراصنة سفينة الشحن خالد محيي الدين ك، شمال حوض الجزيرة العربية على بعد 330 ميلاً جنوب شرقي مرفأ صلالة (عمان)». وذكر قبطان السفينة إنها تعرضت لإطلاق النار من القراصنة وإنه رأى قراصنة على متنها قبل انقطاع الاتصالات. ويتألف طاقم السفينة التي كانت متوجهة من سنغافورة إلى الحديدة (اليمن) من 25 شخصاً هم 22 سورياً وثلاثة مصريين.