أضفت فرقة "كاماغواي" للفولكلور الكوبي جواً من الحماس على حفلتها التي استضافتها أخيراً دار الاوبرا المصرية، عبر الموسيقى الشعبية التي قدّمتها بطريقة جمعت بين التمثيل والموسيقى والرقص والغناء. وعكست الفقرات الراقصة التي قدمها 17راقصاً وراقصة بالاضافة الى عازفين وممثلين بأزيائهم الفلكلورية وحيويتهم اللافتة، في لوحة شعبية فولوكلورية، الحياة الكوبية البسيطة. وشكلت الموسيقى الأسبانية والافريقية جوهر العرض الذي تميز بطابع الموسيقى الكوبية التي ساهمت الهجرات المتعددة القادمة من مختلف المناطق الجغرافية في تكوينها. وفن"السن"المأخوذ من كلمة EL SON ويعتبر أهم موسيقى راقصة في كوبا، نشأ في أحضان المجموعات الريفية ويستند إلى ايقاعات أفريقية ونصوص ذات تركيبة أوروبية. وبدا ذلك جلياً في عرض"سولارسن"الذي مزج بين الموسيقى الأفريقية والأسبانية. وتنقل العرض الذي تدور أحداثه في فناء بيت قريب من العاصمة الكوبية هافانا، بين الموسيقى والغناء المنفرد والرقص الأدائي والتعبير الجسدي، إذ يتجمع الراقصون والعازفون مع بعضهم بعضاً، مستخدمين أنواعاً كثيرة من الأدوات غير الموسيقية. وعلى رغم غياب الأدوات الموسيقية عن العرض، إلا أن هذا ما ميزه، اذ شكلت الزجاجات الفارغة والصفائح والألواح والقطع الخشبية والأنابيب المعدنية، الركيزة الأساسية لموسيقى الايقاع والطقوس الممتزجة بالثقافة الأسبانية. وتنقل الراقصون على خشبة المسرح بخفة ورشاقة، وبدا ذلك واضحاً في رقصة الايقاع بالصنادل الخشبية التي أصدرت أصواتاً وموسيقى حية وعكست المستوى الرفيع في الأداء الفني والمستوى المحترف لمعظم أعضاء الفرقة. واعتمدت معظم لوحات العرض على فكرة تبادل الأدوار بين الراقصين سواء في الغناء الفردي أو الرقص الأدائي. وتسعى الفرقة عبر جولاتها العالمية للحفاظ على الموسيقى الشعبية والرقص التقليدي كجزء من الحفاظ على الفن الكوبي والاعتزاز به.