سهر سكان الرباط حتى ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس يستمتعون بما قدمته لهم المغنية اللبنانية حنين من مزيج من ايقاعات عربية ولاتينية. ويبدو أن حنين اكتشفت نقطة التلاقي بين المنطقة العربية وأميركا اللاتينية بخاصة على مستوى الايقاعات، إذ توافد الأفارقة مع الاسبان ممتزجين بعرب الاندلس إلى دول أميركا اللاتينية على مراحل من الهجرات المتتالية. ورقص الجمهور المغربي على ايقاعات السالسا اللاتينية وهو يردد مع حنين وفرقتها الكوبية مقاطع من اشهر الأغاني الكلاسيكية العربية لسيد درويش ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش واسمهان. وقدّمت حنين عرضها في اطار مهرجان "موازين" الذي يجوب منذ 18 الشهر الجاري أنحاء العاصمة المغربية التي يعتبرها المغاربة مدينة ادارية فقط ولم يعتد سكانها السهر. وكانت حنين تغني مقاطع من أغاني أسمهان مثل "امتى حتعرف امتى" او "يا حبيبي تعال" على ايقاع السلسا والتشا تشا، تشا، بينما تخللتها أغان كوبية ترددها الفرقة بالتناوب معها في مزيج يظهر التلاقح الثقافي البعيد جغرافياً القريب حضارياً. وقال أحد المشرفين على مهرجان موازين "هذا الاكتشاف المدهش بين الموسيقى الكوبية والاغنية العربية يقف وراءه الموسيقي اللبناني ميشيل ألفيترياديس حين وجد نفسه يدندن وهو في هافانا اغنية "يا حبيبي تعال" لاسمهان أثناء متابعة احدى الاغاني الكوبية". وأضاف أن الفيترياديس اكتشف ان ألحان الاغاني العربية لعبد الوهاب وفريد وسيد درويش أثرت وتأثرت بثقافات بعيدة من التانغو والرومبا والبوليرو وغيرها. وغنت حنين أيضاً مقاطع من أغانٍ خفيفة شهيرة لعبدالوهاب وفريد بايقاعات أميركية لاتينية وأديت رقصات شرقية على ايقاع السالسا ورقصات أميركية - لاتينية على ايقاعات شرقية. ويركز المهرجان كما يدل اسمه، على الايقاعات من مختلف دول العالم بعد أن اقتصرت الدورتان السابقتان على ايقاعات من أفريقيا وأميركا اللاتينية، وعرفت هذه الدورة مشاركة موسعة من فرق من آسيا وبعض الدول المطلة على البحر المتوسط. وقبل عرض حنين، شهد مسرح محمد الخامس عرض فرقة شوشومبي من المكسيك التي تعكس الغناء التقليدي الريفي. وتجاوب الجمهور المغربي مع ايقاعات هذه الفرقة التي وجدها مغربية بصيغة أخرى وكذلك رقصاتها التي تعتمد على الأرجل كما في بعض الرقصات المغربية. وقال أحد المشرفين على المهرجان ان ايقاعات هذه الفرقة تتميز بطابع اسباني ذي مضمون موسيقي من شمال أفريقيا وتظهر التداخل العرقي بمكوناته الكاريبية والأفريقية والإسبانية "بل ان البعض يعثر فيها على مؤثرات عربية حملها الإسبان معهم". ويواصل الجمهور في الرباط اكتشاف ايقاعات العالم من خلال مهرجان "موازين" وهو يجوب ساحات الرباط العامة حتى يوم غد.