شعب الريو يعشق اللهو والسهر ويصل الليل بالنهار، ويكفي ان عنده الكوباكابانا المترامية على شاطئ من الرمل الابيض يمتد عشرات الكيلومترات، وكرنفال الريو وملعب "الماراكانا". اما الشعب اللبناني فلن يحتاج الى اموال طائلة ليحقق رغبته في مشاهدة هذا الشاطئ البرازيلي العريق. "كوباكابانا" احضرها الى لبنان فندق "الريجنسي بالاس" لإراحة عشاقها الذين ينوون زيارتها. ساعتان من عرس الموسيقى المتزاوجة بروعة مع الحركة اللينة والصلبة والالوان المنعشة، تختصر حقبة طويلة من تاريخ أميركا الجنوبية الممتد مئات الاعوام حتى عصر الاستعمار الاسباني. تقدم الاستعراض فرقة متجانسة تتألف من 26 راقصاً وراقصة، يعرضون بأجسادهم السمراء المتمايلة موضوعات عدة في لوحات منفصلة تنقل المشاهد كلياً من حال الى حال، بالملابس والكوريغرافيا والديكور، فيتغير معها المناخ في استمرار، بفضل مصمم الرقصات رافاييل هرنانديز ومصمم الازياء خوسيه مانويل باريرو الذي وضع نحو 360 زياً. عرض "الكوباكابانا" في لوحاته ال 18، يُقسم الى فصلين مختلفين. يبدأ الفصل الاول بلوحتي "لاس مالوتاس" و"مانيسيرو" اللتين يلونهما الريش والموسيقى والطبول والراقصات السمراوات الى جانب زملائهن الشباب. اما اللغة التي يتخاطبون بها على خشبة المسرح فهي الرقص. واللوحة الثالثة "توريرو" تمر كالحلم وفيها مبارزة اسبانية راقصة مستوحاة من حلبة مصارعي الثيران. بعدها رقصة "مالاغينيا" ثم "العرس العربي" التي ترافقها موسيقى "ليلة العرب". وتتوالى باقة مميزة من الرقصات الكولومبية "تكنو كامبيا" والتانغو الارجنتيني و"تيكيلا" و"لا فلور دو لا كانيلا". لكن الاهم تبقى لوحة "باتوكادا" وفيها يرتدي الراقصون ازياء فضفاضة ويضعون على رؤوسهم الريش ولوازم الكرنفال ويؤدون رقصة السامبا. اما الفصل الثاني فتستهله الفرقة بلوحة "كونتيجو لاديستانسيا" التي ترمز الى الفرح والبهجة. وتليها لوحات معاصرة على انغام موسيقى "بيسامي موشو" و"فيلينغ" ثم "شاشاشا" وأغنية "ماريا". لكن اللقاء يصبح على مقدار كبير من الحماسة عندما يقدم لاعبا جمباز لوحة "اكروبات" تتضمن عرضاً اكروباتياً، يعرضان مهارتهما ورشاقتهما وقوتهما الجسدية. ويتوج الاستعراض بلوحة "كوباكابانا" والعودة الى شاطئ البرازيل، ولا يتردد الراقصون في الرقص بين الجمهور لإضفاء المزيد من الحماسة. واللافت ان مدير الفرقة هرنانديز جمع الراقصين من مدارس كوبية عدة وأخضعهم لتمارين كثيفة للمشاركة في استعراض قُدم في كوبا العام 1996، ثم في كندا وسيعرض لاحقاً في السويد. ومَن يشاهد العرض يشعر في الختام بأنه شاهد حلماً اميركياً جنوبياً بألوانه المشرقة والحارة وبإيقاعاته وأغانيه الجميلة.