زارت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو ضريح مؤسس الدولة محمد علي جناح أمس، في نشاطاتها الخارجية الاولى منذ نجاتها من محاولة الاغتيال التي نفذها انتحاري في كراتشي الخميس الماضي. واتهمت القوى المعادية للديموقراطية بالعمل على نشر التشدد والفوضى في البلاد. وقالت بوتو:"عدت الى باكستان لاستعادة الديموقراطية والنضال من اجل الديموقراطية التي يتطلع اليها الشعب". وأضافت:"يجب ان يسلّم الإرهابيون أسلحتهم". وأكدت ان حزب"الشعب"الذي تتزعمه يريد استعادة حقوق الناس والمناطق، و"أنني شقيقة الجماهير الفقيرة وأريد خدمتهم". وعبرت بوتو عن إجلالها لأرواح حوالى 140 شخصاً قتلوا لدى تنفيذ محاولة اغتيالها، مذكرة بأن والدها واثنين من أشقائها ضحوا بحياتهم من اجل باكستان. في غضون ذلك، اعلن حزب بوتو انه لن يقبل اقتراح الحكومة منع التجمعات السياسية الكبيرة التي تستمر ساعات طويلة من اجل تفادي اعتداءات انتحارية، وذلك قبل اطلاق حملات الانتخابات الاشتراعية والاقليمية المقررة منتصف كانون الثاني يناير 2008. وقال الناطق باسم حزب"الشعب"نظير دوكي:"تشكل التجمعات جزءاً من العملية الانتخابية. ولا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي خلال الحملات، اذ يحتاج مرشحو الحزب وسياسيوه الى التواصل مع الشعب". وتفاوض بوتو منذ شهر الرئيس برويز مشرف. ويبدو حزباهما قريبين من عقد تحالف انتخابي في الانتخابات الاشتراعية يمهد لتقاسم السلطة، حيث يبقى مشرف رئيساً وتتولى بوتو منصب رئيسة الوزراء الذي شغلته بين عامي 1988 و1990 ثم بين عامي 1993 و1996. وهي أقيلت في المرتين بسبب الفساد، وغادرت باكستان الى المنفى عام 1999 هرباً من ملاحقتها. وأبدت احزاب معارضة اخرى تصميمها على تجاهل عملية المنع في حال اعتمادها. وقال رجا ظفر الحق رئيس"الرابطة الاسلامية"جناح رئيس الوزراء السابق نواز شريف:"انه لأمر ظالم وغير مقبول"، مشدداً على ان السلطات لا تريد ان يتواصل الزعماء السياسيون مع الناخبين، و"سنحتج على هذا المنع أمام المحكمة العليا". وعارض المشروع ايضاً تحالف"العمل المتحد"الذي يضم الأحزاب الدينية المقرب بعضها من فكر تنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان". وقال لياقات بالوش، احد قادة التحالف ان"مشرف لا يملك شعبية كبيرة، ولا يستطيع مواجهة الجمهور، لذا يحاول ان يراقب الانتخابات بطريقة اخرى". وأضاف:"ان الاجتماعات والتجمعات الشعبية السياسية اساسية للتواصل مع الجماهير، وهي عنصر اساس في الثقافة السياسية في شبه القارة ولن يقبل الناس ابداً منعها".